«الناقل الوطني» وشروط المنافسة
سعيد السريحي ..
على الرغم من أن قيمة التذكرة ما بين جدة والرياض توشك أن تكون ضعف قيمة التذكرة ما بين عاصمتين أوروبيتين على بعض شركات الطيران الأوروبية، إلا أن المدير العام للخطوط السعودية اعتبر أن أسعار تذاكر الطيران الداخلي ليست ذات عائد مناسب للمشغل الوطني، علما بأن شركات الطيران الأوروبية التي تنقل المسافر من دولة إلى أخرى بنصف السعر لا تحظى بما تحظى به الخطوط السعودية من دعم حكومي يتمثل في ما تدفعه من تكلفة مقابل ما تحصل عليه من وقود، غير أن مدير الخطوط السعودية بدا منصفا حين تحدث أن تلك الأسعار سوف تخضع لقانون العرض والطلب والتنافس بين الشركات مستقبلا، وهو أمر لا يمكن لأحد أن يعترض عليه شريطة أن تتم تلك المنافسة في إطار ما ينبغي أن تحظى به كافة الشركات من رعاية وعناية وفرص عمل متماثلة، وبدون توفير هذه الأرضية المشتركة المتمثلة في الفرص المتساوية لا يصبح هناك معنى للمنافسة وستظل الخطوط السعودية هي الناقل الوحيد المتحكم في أسعار التذاكر المحلية والقادر على إخراج أي خطوط أخرى منافسة من السوق.
شرط المنافسة أن تتنازل الخطوط السعودية عن التسويق لنفسها باعتبارها ناقلا وطنيا، فهي ليست في علاقتها بعملائها مؤسسة تجارية مثلها مثل أي شركة طيران عالمية أخرى تربطها بعملائها علاقة ربحية بحتة بموجب عقد يتمثل في التذكرة التي يتلقى من خلالها العميل جملة من الخدمات مقابل سعر محدد، ولو أخل أحد الطرفين بالعقد لم يكن له على الطرف الآخر أي حق.
لا يمكن أن تتحقق المنافسة التي يمكن أن يتم اللجوء إليها لتحديد الأسعار ما دامت الخطوط السعودية تعتبر نفسها ناقلا وطنيا يستحق دعما خاصا من قبل الدولة وقبولا خاصا بين المواطنين بينما لا تحظى بقية الشركات المنافسة بهذه السمة وما توفره من دعم خاص لا يمكن معه الحديث عن فرص متساوية للمنافسة الشريفة في السوق.
لصالح صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2016/08/21