مناقصة أحاديث الشتاء والصيف!
عبدالله المزهر
يُقال إن الجنون هو فعل الشيء مرارا وتكرارا وتوقع نتائج مختلفة، وهي مقولة صحيحة بافتراض المعنى الحقيقي للجنون وهو غياب العقل، وليس المعنى اللطيف للجنون الذي يقال على سبيل المديح غالبا ويعني وجود العقل بشكل مبالغ فيه!
الحديث عن المشاريع وتعثرها وفسادها هو حديث مكرر ولن يتوقف لأن الآلية التي تستخدم في ترسية ومتابعة المشاريع لم تتغير. وهذا يعني أن توقع نتائج مختلفة ليس جنونا فقط، ولكنه جنون ممزوج بشيء من العبط!
أحاديثنا عن هذا الموضوع متكررة، ولكل موسم من مواسم العام عباراته التي لا تتغير، في الشتاء نتكلم عن تصريف السيول وأمناء المدن وفساد البنية التحتية، وفي الصيف نتحدث عن الخدمات والمرافق السياحية وسوء تنفيذها وإدارتها ـ إن وجدت طبعا ـ، وما بين أحاديث الشتاء والصيف أحاديث أخرى متشابهات!
طريقة ترسية وإدارة المشاريع ليست قرآنا محكم التنزيل لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولكنه جهد بشري أنتج نظاما كان مفيدا في وقت ما ثم أقل فائدة ثم عديم الفائدة ثم أصبح ضرره أكثر من نفعه!
في كل مرّة تُطرح مناقصات المشاريع بنفس الآلية ثم ترسّى بنفس الطريقة وغالبا على نفس المقاول ثم ننتظر نتائج مختلفة ثم نفاجأ أن هذه النتائج المختلفة لا تأتي، وبعدها ننطلق في كل فضاء متاح نعيد ذات الكلمات وذات الشكوى!
أزعم أن الخطوة الأولى للإصلاح وإيقاف الهدر المالي على مشاريع غير مجدية أو غير مكتملة التنفيذ هي تغيير آلية ترسية ومتابعة و»مراقبة» تنفيذ المشاريع تغييرا جذريا لأن الطريقة الحالية ليست عديمة الفائدة وحسب بل إنها محرّضة على الفساد والتلاعب.
وعلى أي حال..
القرارات الصعبة والتغييرات الجذرية تحتاج لبشر استثنائيين، وأظنهم موجودين وأرجو ألا يكون ظنا آثما!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2015/12/01