عبدالله المزهر

احتسب يحتسب فهو محتسب، وهذا الفعل ومشتقاته وتوابعه هي أكثر الكلمات مصاحبة لمعارض الكتاب في المملكة العربية السعودية حماها الله، ويقول البعض ـ يعني أنا ـ إن هذا الفعل يتردد على ألسنة الناس في وقت معارض الكتاب أكثر من الفعل «قرأ» ومشتقاته!ولذلك فإن الحديث عن محاولة بعض المحتسبين «تخريب» فعالية مصاحبة لمعرض الكتاب هو حديث مكرر عن عادة عريقة ولن يكون فيه جديد.

الجديد ـ ليس كثيرا ـ هو أن هذا الفعل الاحتسابي جعل البعيدين عن المعرض يطلعون على القصيدة العصماء التي كانت الشاعرة تلقيها، وكم كنت سأكون ممتنا لهذا المحتسب ورفاقه لو أنهم قالوا للشاعرة أن تكف عن «الكلام» الذي كانت تقوله بدلا من الاحتساب على وجودها من الأساس، كان سيكون احتسابا في محله وفي وقته، ويفترض أن يحدث مع كل مشارك أيا كان جنسه، ولكن هذا لم يحدث، لأن هؤلاء الإخوة المحتسبين لا يهمهم ما يقال بقدر اهتمامهم بمن يقول!وبما أن الاحتساب أمر حاصل لا محالة فلماذا لا يُجرّب الاحتساب بطريقة أخرى، كأن يتم الاحتساب على إدارة المعرض ووزارة الثقافة في طريقة اختيارهم للمتحدثين وللفعاليات المصاحبة وأسلوبهم في منع بعض دور النشر لأسباب قد تبدو غير وجيهة ولا منطقية!وعلى أي حال..

أتمنى ـ من باب الاحتساب ـ أن يكون اختيار المتحدثين والمشاركين خاضعا للجودة، وليس للمحاصصة بين الذكور والإناث، وأن يكون معرض الكتاب دائما ملتقى ثقافيا وأدبيا بحتا لا علاقة له بأجندات التيارات المتصارعة على لا شيء.
وللحديث عن المعرض بقية..والسلام!

صحيفة مكة