عشوائية الفئران
صالح الحمادي
بعض المدن السعودية تعاني من الأحياء العشوائية التي تنتشر فيها " فئران" تشكل خطرا كبيرا على الصحة العامة، وفي الوقت ذاته تنتشر فئران أخرى "على هيئة موظفين" أكثر خطورة داخل أروقة بعض الوزارات والإدارات البيروقراطية، وهذه تشكل خطرا على سير المعاملات، وتصيب القرارات بالعشوائية، وتلتقي مع عشوائية الأحياء في ذات المربع. بعض الوزارات التي تعيش في فلك العشوائية تئن منها المعاملات والقرارات.
خذوا عندكم وزارة الصحة، فهي تعاني من عشوائية القرارات وليس أدل على ذلك من تعليق تشغيل مستشفيات جديدة، رغم جاهزيتها إنشائيا، وإقصاء قيادات إدارية ناجحة في بعض المناطق، والله يستر من فئران المعاملات والتقارير التي تنهش في هذه الوزارة بشكل لافت.
وزارة الإسكان تصدت لفئران المكاتب بإعلان الوزارة تسليم المساكن بعد عامين، ونأمل عدم تكرار الوعد السابق للوزير السابق الذي أعلن عن تسليم المفاتيح بعد 7 أشهر، فنهشت الفئران المعاملات والتصريحات قبل رحيله.
عشوائية مؤسسة البريد السعودي وفئران صناديقها وصلت ذروتها، وهي تفطس في شبر ماء المعاملات والرسائل المحدودة التي لا تصل في موعدها، وليتهم يعودون لما قبل 30 عاما، عندما كانت الرسائل والمعاملات تسلم مناولة في زمن قياسي بواسطة أشخاص لا يقرؤون ولا يكتبون!
وفي شركة الكهرباء، تضرب "الفئران" شوطا بضغط عال يخلخل مفاصل المشتركين ويقطع عنهم الخدمة دون أحم ولا دستور!
متى تستخدم الشركة تقنية الجوال وترسل للعميل موعد الفاتورة وموعد فصل الخدمة؟
احترسوا من فئران العشوائيات، ومن مجاهري القرية الآمنة التي يأتيها رزقها رغدا من كل مكان. احترسوا من صبابي دهن العود، ومن مزايدي المواشي. احترسوا من لباس الجوع والخوف! ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
صحيفة الوطن أون لاين
أضيف بتاريخ :2015/12/17