400 ريال تكفي الحاجة!
عبدالله المزهر
أحد المشايخ كان يتحدث مع مجموعة من الشبان في قناة اعتادت أن تحضر بعض الفضلاء لكي «يجيبون العيد». وكان من ضمن ما قاله نصيحة جميلة تتعلق بالمرأة والمال، حيث قال ناصحا وموجها: «المرأة وش تستفيد من المال؟ هب عند امرأة ميتين أو ثلاثمئة ألف وبعدين؟ حياة المرأة الحقيقية أن تعيش تحت كنف زوج وولد، أن تعيش رهينة البيت» أ.هـ
ومن الواضح أن الشيخ وفقه الله يستمد فقهه وفهمه للحياة من أسلاف كانوا يحرمون ميراث المرأة ويعتبرون ذلك منقصة، ولا علاقة له بفقه محمد عليه الصلاة والسلام الذي تزوج «سيدة الأعمال» خديجة رضي الله عنها وعمل معها في تجارتها!
ولم يكتف الشيخ بالنصائح المالية بل زاد كلمات محفزة وجميلة عن «التعليم» وقال إن المرأة لا تحتاج أكثر من الدراسة إلى الصف الثالث المتوسط، وأن ما زاد عن ذلك لا ضرورة له، لأن المرأة لا تحتاج أكثر من أربعمئة ريال شهريا، وليته يدل الناس على هذه المرأة التي تكفيها الأربعمئة ريال، وأغلب الظن أنها تجلس الآن في مكان ما تتسامر مع الغول والعنقاء والخل الوفي!
قد يستغرب البعض حين يعلم أن الشيخ بشحمه ولحمه وبشته قام عبر حسابه في تويتر بتهنئة إحدى الفائزات في الانتخابات البلدية وتمنى لها مزيدا من النجاح، لكن هذا الاستغراب في غير محله فأغلب هؤلاء الأفاضل يوجهون نصائحهم إلى الناس الآخرين، أما هم فإن بناتهم يجب أن يدرسن ويعملن ويمارسن التجارة لأنهن تحت رعايتهم وليسوا كنساء العالمين!
وعلى أي حال..
من المؤكد أني لست أعلم من الشيخ ولا أفهم منه فهو عضو في لجان المناصحة التي تغرس في نفوس الناس البعد عن التطرف والغلو، أما أنا فلست سوى صعلوك يكتب كلاما لا يقرؤه أحد!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2015/12/18