الصهيونية «المحرِّك» للحروب
مصطفى الصراف
أقامت الصهيونية العالمية والاستعمار الغربي الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين، لتكون قاعدة عسكرية متقدمة له وعاملا محركا للحروب التي يقتات من ورائها.
فالغرب يحتكر صناعة السلاح، كما يصر على بقاء منطقة الشرق الأوسط الغنية تحت هيمنته أشبه بحديقة خلفية له يجني ثمارها ويعبّ من خيراتها، ولذلك يعمل على عدم قيام صناعة السلاح الثقيل فيها أو امتلاكها أي سلاح استراتيجي متطور يتفوق به على إسرائيل.
وبين الحين والآخر يحرك إسرائيل إذا أعيته الحيلة لإدخال الدول العربية في حرب معها ليقضي على ما لدى الدول العربية من سلاح سبق بيعه له ليبيعه، بديلا عنه يكون قد أصبح منتهي الصلاحية بالنسبة إليه، ليحل محله الجديد من السلاح.
والحرب إن لم تكن بين إسرائيل والدول العربية فإنها تكون بين الدول العربية وبعضها، اعتمادا منها على خلافاتها البينية وتنافس بعض حكوماتها.
ففي حرب 1948 انتصرت إسرائيل بما لديها من سلاح متفوق على ما يقابله من سلاح فاسد وقديم لدى الجيوش العربية، وفي 1967 كان الوضع صورة من تلك، حيث زودت إسرائيل بأحدث الطائرات، وفي 1973 تكرر الوضع. وحينما قامت الثورة في إيران ضد حليف الغرب شاه إيران سلط على إيران صدام حسين ليخوض حربا معها خسرت فيها إيران والعراق ثرواتهما، ولما انتعشت دول الخليج بمواردها النفطية أدخلت في حرب مع العراق ثم في بعض مناطق التوتر، وقد كانت نتيجتها تهديم البنى التحتية في تلك الدول العربية وفقدان دول الخليج مواردها النفطية وجل مدخراتها لشراء السلاح، ولا نعلم نهاية لهذه الحروب، وها هي اليوم إسرائيل تتأهب لشن حرب على العراق، تحت مظلة حلف الناتو لتقسيم العراق والقضاء على أي مبادرة أمل لإصلاح حال العراق أو الدول الخليجية بعد انهيار أسعار النفط. والشعوب العربية تجلس فاغرة أفواهها أمام شاشات التلفاز، تصفق لهذا وتشتم ذاك، كما لو أنها تشاهد لعبة لكرة القدم و«تقزقز» اللب!
القبس الكويتية
أضيف بتاريخ :2015/12/26