ماذا أعددنا لها
محمد الحميد
منذ أُعلنت (أبها) عاصمة للسياحة مرّت أكثر من سنة ولم نجد على أرض الواقع ما يؤكد هذا الإعلان. كنا نتمناه منذ قيام النشاط السياحي الرياديّ في (أبها البهية) قبل 40 عاما، في ملتقيات ثقافية.. أماسٍ شعرية.. حوارات.. محاضرات.. مناظرات.. جوائز.. مسرحيات.. معارض للكتاب.. حفلات موسيقية.. دورات رياضية عالمية.
توارت هذه المظاهر إلى حد ما، بيد أن الطبيعة الخلابة تفرض ذاتها، هواء عليل.. غابات خضراء.. مناخ معتدل صيفاً بالمرتفعات.. دافئ شتاء بالأغوار وشاطئ البحر الأحمر.
أمامنا اللقب على طبق من ذهب.. اعتراف عالمي لا أحد يشك بحياديته.. ماذا أعددنا للاحتفال به دولياً منذ صرحت به وسائل الإعلام؟!
سؤال يوجه إلى الهيئة العليا للسياحة وأمانة منطقة عسير والقطاع الخاص وشركة سياحية، لم يبق على موعد الاحتفال أكثر من عام.. وكل شيء على حاله؟!
هل نؤكد للعالم السياحي كفاءتنا وإثبات وجودنا عندما تحضر وفوده إلى (أبها) أم أننا سنخيب ظنونه، لا سمح الله، فلا يجد شيئاً يستحق الذكر سوى الطبيعة البكر؟
إذا كنا صادقين مع أنفسنا فلا بد أن نشمر عن سواعدنا منذ اللحظة لتدارك ما فات. ونسابق ما بقي من شهور على الموعد.. نعيد فندق (السودة كونتننتال) لاستقبال الضيوف مشاركة مع نظيره (فندق قصر أبها)، تطوير (قرية ابن حمسان) للأفضل، تدشين (متحف أبها) مستكملا آلياته وأدواته.. مشاركة (جامعة الملك خالد) ببرامج نوعية مع (نادي أبها الأدبي) و(جمعية الثقافة والفنون). كذلك تجديد (مسرح المفتاحة) وإعادة نشاطاته السابقة.. إنشاء المطاعم الراقية إلى جانب الشعبية التراثية المؤهلة لاستقبال ضيوف الاحتفالية.
إعداد بعض القرى التراثية (آل ينفع)، (آل الخلف) إلى جانب قرية (رجال) ليشاهد الحاضرون نماذج من الأنماط المعمارية.. إقامة جولة على معالم (أبها الحضرية) ومصايفها الرائعة.. تجديد مرافق (منتزه أبها الوطني) عبر تسليمه إلى مستثمرين يعيدون وهجه القديم ويصونون منشآته ويكسون فراغاته بشتلات من الأشجار المحلية (عرعر، سدر، طلح). والملاحظات كثيرة، نتركها للمهتمين المتخصصين.
تضم الوفود الجانب النسوي، الذي يحتاج إلى نخبة من الجامعيات من قطاع التعليم النسوي ليحاورهن ويطلعهن على مناشطهن الفكرية والعلمية، وسوق الثلاثاء الشعبي، والجولات على المصايف والقرى التراثية.
آخر المطاف تهيئة وسائل النقل الجيدة وبخاصة الحافلات السياحية، ووجود المرشدين السياحيين، لنعطي أجمل صورة وأحسن انطباع عن منطقتنا الجميلة يعود بعدها الزائرون بأغلى الذكريات.
الوطن أون لاين
أضيف بتاريخ :2015/12/28