الكاتب: محمد علي الخويلدي

من المؤكد أن جمرة الحزن على فراق الشهيد النمر لا تزال تحرق النفس وتشغل القلب الماً وحزناً، ولكن هل خسر النمر شيئاً ؟!

ربما خسر الكثير ! فقد خسر أن يمشي على شوارع مكسرة في بلدته التي تطفوا على بحر من النفط ، أو خسر أن يشرب من المياه الآسنة التي تأتي من وزارة المياه، وربما خسر أن يرى طفح المجاري وسيول مياه الأمطار تجتاح بيوت الناس المحيطين به، وخسر أن يتألم عندما يرى أحد أبنائه أو أقاربه وقد تخرج من الجامعة ويجلس عاطلاً في بيته ينتظر الوظيفة.

أو ربما خسر أن يسمع من محطات التلفزة و الإذاعات و الجرائد والمجلات الكثير من الشتم والتكفير له ولطائفته، وخسر أن يجبر أولاده  على دراسة مناهج تكفره وتستبيح دمه، لقد خسر النمر أن يسمع بالتفجيرات التي تحدث هنا وهناك بسبب الفكر المنحرف الذي يتباه الكثير من مشايخ الجهل .

وخسر النمر أن يرى كيف ترتفع  السلع والخدمات بشكل هستيري وغير مبرر وكيف يصيح الفقير من ألم  الفقر ويتجرع مرارة الحرمان، خسر أن يتابع أوهام  المساكن وانخفاض الأراضي التي لا تتحقق وتبقى مجرد أوهام وسراب !!

الشهيد النمر خسر هم الدنيا وغمها، لكنه بالتأكيد ربح الله ورضاه والدار الآخرة.