الضريبة الغائبة
صلاح العتيقي
يطالعنا المسؤولون هذه الأيام بالعزم على فرض ضريبة على الشركات لتعزيز ميزانية الدولة المرهقة نتيجة نزول أسعار النفط.
المؤسف أن هذه التصريحات لا تزال تغازل الأفراد وتستثنيهم من دفع هذه الضريبة مع العلم بان ما تملكه معظم الشركات لا يساوي %5 مما يملكه الأفراد ولا يوجد نظام ضريبي في العالم يستثني %95 من الشعب من الضريبة، علاوة على انه لم يعد هناك شركات بها طعم حتى تفرض عليها ضريبة.
إن الضريبة لها أهداف وليست كلاماً عائما عن دعم ميزانية الدولة، كما يجب أن يكون لها تبرير وآلية واضحة لصرفها، هل هي للاستهلاك أم للتنمية؟ من يضمن سلامة صرفها؟ وهل هي تصاعدية أم ثابتة؟ وهل ستكون متناسبة مع دخول الأفراد والشركات؟
نحن مستعدون لرفد عجز الدولة كما كنّا دائماً، فهذه بلدنا، ولكن مع الأسف كل شيء أراه يعود للوراء وكل قيم الأصول تتقزم، وما كان سويا قبل بضع سنين لم يعد كذلك وكل يضرب كفاً بكف، ومن يفكر يستنتج أن الذي بالفخ أكبر من العصفور، أن من اعتاد حياة الرفاة من الصعب إرجاعه للعسر بسهولة، لذلك زاد التذمر وأصبح للسخط طلبة وخريجون.
البلد يحتاج إلى مسؤولين على مستوى التحدي، لهم برنامج عمل محدد، فلم تعد الشعوب اليوم تمشي كالقطيع، نريد مسؤولين لا ينظرون إلى الدنيا كمغنم، ولا يتمتعون بالمزايا والسيارات، ولا يضعفون أمام المال. لا نريد تغيير الساسة بآخرين، بل نريد تغيير السياسة. ونحن نعدكم بأن نكون على قدر المسؤولية ومستعدين لشد الأحزمة على البطون إذا رأينا إصلاحاً يستحق التضحية، وحزماً يطول الكبار قبل الصغار، وسياسة واضحة لخمس سنوات مقبلة بجداول زمنية لتطبيقها، أما الترقيع وفرض الضريبة على استحياء، فلن يجدي نفعاً، العالم اليوم تغير وأصبح الصغير يعلم ما يفعله الكبار ولم تعد هناك أسرار، الكل مكشوف والحرامي معروف، ومن أُثري من أموال الشعب تجب محاسبته، ولم يعد للمتردية والنطيحة مكان في بلدنا أو هذا ما يجب أن يكون، وإلا فالبديل العدم، ألا هل بلغت؟.. اللهم فاشهد.
القبس الكويتية
أضيف بتاريخ :2016/01/16