طلال القشقري

كلّما أرى مستشفى خاصاً، وقد خصّص قسماً مستقلاً، فقط لاستقبال المرضى من شركة أرامكو، وفيه ما فيه من تسهيلات كبيرة لهم ضمن برامج الرعاية الصحية والتأمين الطبي، أُوقِنُ شيئيْن اثْنَيْن!.

الأول هو تميّز أرامكو، فالشركة التي تهتمّ بموظّفيها اهتماماً راقياً، وعددهم بالمناسبة بعشرات الآلاف، خصوصاً معالجة مشكلاتهم الصحية، لا شكّ أنها شركة متميّزة!.

والثاني هو استحقاق موظفي أرامكو لهذا الاهتمام، ولعلّهم تميّزوا وظيفياً فاستحقّوا الاهتمام المتميّز بصحّتهم.

وهنا أتساءل: لماذا لا يحصل المثل لموظفي الجهات الأخرى؟! إنّ كثيراً منهم لا حظّ له في برامج الرعاية الصحية والتأمين الطبي إِلَّا ضمن جداول ومواعيد المستشفيات الحكومية التي تستغرق شهوراً طويلة، أو على حسابهم الشخصي في المستشفيات الخاصة، فإن كان الفيصل هو تميّز الجهات، فهناك جهات أخرى متميّزة غير أرامكو، في قطاعات لا تقلّ أهمية عن قطاع النفط الذي تنتمي إليه أرامكو، إن لم تكن أهم، وإن كان الفيصل هو تميّز الأفراد الموظفين، فهناك منهم كُثُر في الجهات الأخرى ممّن يرفلون في ثوب التميّز الوظيفي لدرجة الإبداع، وحتى لو لم يكن هناك تميّز في الجهات الأخرى وموظفيها، وهذا مستحيل، لكني أوردته لغرض المناقشة فقط، فهناك المُوَاطَنة للموظفين التي تكفي وحدها لمنحهم تميّزاً في وطننا المعطاء الذي لا يُفرّق بين مواطنيه قيد أنملة.

إنّ نموذج أرامكو في الرعاية الصحية والتأمين الطبي رائع، وأدعو لاستمراره، مع توسيعه ليشمل كلّ المواطنين الذين قد يقول بعضهم «اِشْ مِعْنَى أرامكو؟»!.

صحيفة المدينة