حول منابع الإرهاب: مقال محمد الفال
سالم بن أحمد سحاب
أعجبني مقال الأستاذ محمد المختار الفال المنشور في صحيفة الحياة (16 مارس) بعنوان: (تساؤلات حول منابع الإرهاب)، فنّد فيه الدوافع المحتملة حول طبيعة الإرهاب ومسبباته ومنطلقاته، داعيًا لعدم إصدار أحكام معلّبة مسبقة، وإنما مناقشة آراء فئات مختلفة تحمل هم الوطن وتنادي بالتصدي للإرهاب بناء على أسس علمية منضبطة.
ولعل من أجمل ما قاله الأستاذ الفال: (ومن ثم فإن القول بأن أصل الإرهاب ديني يجافي الواقع ويصرف الباحثين عن معرفة حقيقة الإرهاب وتتبع جذوره ومنابعه وأهدافه). ومما يُؤكِّد هذه النتيجة القرون الأربعة عشر الماضية التي خلت من حوادث الإرهاب تمامًا في عالمنا الإسلامي بكل امتداداته وأبعاده وجغرافيته. كان أول حدث إرهابي من صنع جهيمان وجماعته المنحرفة عام 1400هـ. أما قبل ذلك، فكان المسلمون غالبًا هم ضحايا الإرهاب الجماعي الذي أودى بحياة مئات الألوف منهم كما فعل هولاكو والتتار، أو كما فعل القرامطة في صحن الكعبة حين قتلوا ثلاثين ألفًا من المعتمرين والزوار.
تبريرات الإرهاب غير مقبولة من أي طرفٍ كان. لكن تفسيراته تظل مصدر أخذ ورد. بيد أن نسبتها إلى الدين الصحيح (بوسطيته واعتداله وسماحته ورحمته) فيه تجنٍ كبير وظلم أكبر. والذين يرسخون هذا الاتهام إنما يحاولون بطريقة أو أخرى نفي الدين عن الحياة وحصره في المساجد والشعائر واستبعاده عن التأثير في حياة الناس وتصرفاتهم وسلوكياتهم التي يُهذِّبها الدين ويرتقي بها ويصوغها. بل ويصبغها بصبغة الله عز وجل (ومن أحسن من الله صبغة).
وللإنصاف لا بد من الاعتراف بأن ثمة قراءات منحرفة لتعاليم الدين تدفع بمعتنقيها إلى تبنِّي الإرهاب، لكن ليس ذلك ذنب الدين الوسطي باعتداله وسماحته. ومن هنا تظهر الحاجة إلى تبنِّي رؤية الأستاذ/ محمد الفال حول خطوة الإجابة عن السؤال: (أي القراءات أو الفهم للدين هو المسؤول عن الإرهاب؟ وما هي مصادر ومنابع هذه القراءات؟ ومن يتبناها أو يقف وراءها؟ وما هي قدرتها على تشكيل وصناعة الرأي العام؟).
أسئلة مهمة جداً تبحث عن أجوبة جريئة! ربما كانت أجوبة صادمة لكنها مطلوبة ومهمة للغاية!!
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2016/03/23