تقرير خاص: العالم يشهد أكبر مهزلة قضائية على مر #التاريخ
3رائد الماجد..
أثار قرار إعدام 5 متهمين في قضية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، حفيظة الكثيرين من المتأكدين من ضلوع ولي العهد محمد بن سلمان في الجريمة.
كما تضمن القرار أحكاماً السجن بحق ثلاثة اخرين، ليعلن عن تبرئة سعود القحطاني مستشار ولي العهد ورئيس الاستخبارات السابق أحمد العسيري والقنصل السعودي في اسطنبول محمد العتيبي.
اسماء أكدت الاستخبارات الأمريكية تورطها في الجريمة وارتباطها بولي العهد مباشرة في هذا الخصوص، الأمر نفسه الذي أكده تقرير المحققة الاممية انييس كالامار الذي وجد أدلة موثوقة تربط ولي العهد بالجريمة.
آنييس كالامار، المقررة الخاصة للأمم المتحدة “الحصيلة: اعتبرت أن الرؤوس المدبرة لتلك الجريمة ليست حرة فحسب بل لم تتأثر تقريبا بالتحقيق والمحكمة، مؤكدة أن "هذا هو نقيض العدالة إنها مهزلة”.
وأيدها بذلك في رأيه الأمين العام لهذه المنظمة كريستوف ديلوار الذي رأى أن هذه الأحكام الخمسة قد تكون “وسيلة لإسكات الشهود إلى الأبد؛ ووسيلة لمنعهم من التحدث لإخفاء الحقيقة بشكل أفضل”.
أيضاً، مديرة أبحاث الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية أكدت رأي زملائها في بيان قالت فيه إن “الحكم يستخدم للتبييض ولا يحقق العدالة لجمال خاشقجي وأقاربه".
أما الباحث في الشؤون الاقليمية علي مراد قالها بفم ملآن: "تبرئة كبار المتهمين في جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي يثبت بأنه ليس هناك أي شيء اسمه قضاء في السعودية".
وتركيا أيضاً لم ترر هذا القرار بدون التعليق عليه، حيث قالت الخارجية التركية في بيان أن الاحكام التي قضت بإعدام خمسة أشخاص وبرأت اثنين من المشتبه بهم الرئيسيين “لا تلبي رغبة بلادنا والمجتمع الدولي في الإضاءة على كل جوانب هذه الجريمة واحقاق العدالة”.
وأضافت الوزارة أن “مصير جثة خاشقجي وتحديد هوية المحرضين على القتل والمتعاونين المحليين المحتملين، كلها أسئلة لا تزال بدون أجوبة، وهذا يشكل فجوة أساسية في مسار العدالة”.
وعليه فإن أحكام القضاء السعودي ليست احقاقا للعدالة في جريمة تكشف قمعا سياسيا وفسادا وإساءة لإستخدام السلطة كما تقول المحققة الدولية بل إفلات من العقاب وابعاد اسماء كبيرة عن مساءلة ومحاكمة قد تطال ثاني منصب في البلاد.
لعل قضية ابن سلمان هي واحدة من عشرات آلاف الأدلة التي لا تحتاج إلى تنقيب بحثي عميق يثبت إهمال الغرب أي علاقة حقيقية مع أي شخص يمارس استبداداً داخل بلده واستعماراً بغيضاً في أنحاء الأرض، الأمر الذي يضع حاضر سكان الجزيرة ومستقبلهم تحت رحمة السياسات الاقتصادية الغريبة التي تسطو على العالم منذ قرون عدة
ولعل السبب الأساسي لوقوف أمريكا بصف ابن سلمان، هو معارضة الخاشقجي لسياسات ابن سلمان، فاستفاد من هذا الاغتيال فريقان: المعارضات الأمريكية لترامب التي تبنّت اتهام ابن سلمان وطالبت بمحاكمته، إلى جانب بعض السياسات الأوروبية المتناقضة مع ترامب أيضاً، التي أرادت النيل من الرئيس الأمريكي من خلال إدانة صديقه ابن سلمان بقتل الخاشقجي.
أضيف بتاريخ :2019/12/26