تقرير خاص: بوادر حرب عالمية ثالثة تتلاشى من الأفق.. كيف ستكون ملامح المرحلة المقبلة؟
محمد الفرج..
يبدو أنهما لا يريدانها حرباً، هذا هو الجواب الحالي على احتمالات تطور الأوضاع في المنطقة بالمرحلة المقبلة إثر التوتر الجديد بين إيران وأمريكا، الأولى أعلنتها بصراحة أنها لا تريد حرب وإنما رد على اغتيال جنرالها فقط، والثانية "أمريكا"، لم تعلنها لكنها تتصرف بما يوحي إلى ذلك.
فكلمة ترامب بالأمس لم تحو اللهجة التصعيدية المعتادة، كما أنه أنكر وجود ضحايا بين القوات الأمريكية في قاعدة عين الأسد بالعراق التي تم استهدافها بصواريخ إيرانية قبل يومين، والسبب الوحيد لقول ترامب أنه لا يوجد ضحايا ونحن نعلم مدى أهمية الجندي الأمريكي بالنسبة لهم، هو الخروج من نفق صد ورد عسكري مع إيران، فلعله لا يخطط للرد على الرد الإيراني فخفف من وطأة الاستهداف.
لكن ما يجري حقيقة يُنذر ببدء مرحلة قادمة غير واضحة الملامح إلى الآن، خصوصاً بعدما أعلن مرشد الثورة الإيرانية علي الخامنئي، أن ما حصل مجرد صفعة أما الرد فسيكون بخروج القوات الأمريكية من الشرق الأوسط.
وعلى عكس ترامب الذي لم يكن خطابه كما هو متوقع، علقت مجموعة من الصحف هذا الإجراء الإيراني المباشر ضد القوات الأمريكية، فمثلاً نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية: أنه "لا يجب الاستكانة فقد تم تلافي الخطر بصورة مؤقتة فإننا لن نعرف التأثير الحقيقي لاغتيال سليماني لشهور أو ربما سنوات، والهجوم على قواعد ينتشر فيها قوات أمريكية يمثل أكثر الهجمات الإيرانية مباشرة على الولايات المتحدة وأول هجوم مباشر على قاعدة أمريكية.. ويبدو هذا الهجوم رداً متعقلاً، ولكنه ليس الانتقام الشديد الذي تعهدت به.
كما نشرت صحيفة "القدس العربي" مقالاً بعنوان "أزمات مفيدة" جاء فيه: "المتابع للتاريخ السياسي الإيراني منذ الثورة الإسلامية، يمكنه أن يدرك أن الدولة الإيرانية، ولّدت مهارات فريدة في التعامل مع الأزمات، وتحويل كل محنة، مهما كانت قاسية، إلى منحة، بل كثيراً ما تتسبب المحن في إكسابه قوة وسنداً شعبيين".
تلقي القوات الأمريكية ضربة مباشرة بهذا الشكل هو عبارة عن حدث فريد من نوعه في التاريخ، واللافت أكثر هو محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في إخفاء حالة الهزيمة عبر الكلمة التي ألقاها أمس الأربعاء والتي حاول خلالها عدم التطرق إلى الحادث بشكل كبير، ما دفع الحزب الديمقراطي الأمريكي إلى وصف هذه الكلمة بأنها تصلح لأن تكون فاصل إعلاني في شبكة "فوكس نيوز"، في حين تستمر إيران بالتشديد على أن ما حصل لا يعتبر الرد النهائي، مشيرين إلى أن أهدافهم ستكون فقط القواعد التي تنتشر فيها القوات الأمريكية دون إلحاق الضرر بالدول التي تتواجد فيها هذه القوات.
أضيف بتاريخ :2020/01/09