تقرير خاص: طريق #الرياض إلى #دمشق وعرة.. هل تهدم #واشنطن الجدران السياسية بينهما؟
محمد الفرج..
تزداد المؤشرات التي توحي بعودة العلاقات السعودية السورية، إلا أنها غير كافية ولا تغدو عن كونها مجرد إشاعات تنشرها أطراف سعودية لجس النبض السوري حيال الأمر ومعرفة رد فعله المحتملة.
ورغم أن لها العديد من المفاعيل المؤكدة على ذهابها بالاتجاه الايجابي، إلا أنها في الوقت عينه تبقى محاطة بمجموعة من الاعتبارات التي تضع هكذا علاقة في خانة الحمل الكاذب، وفي مقدمتها إلى أي درجة يمكن الحكم على القرار السعودي بالمستقل عن القرار الأمريكي.
مؤخراً كان لافتاً ما تداولته وسائل الإعلام عن دعوة المندوب السعودي الدائم إلى الأمم المتحدة عبد اللـه بن يحيى المعلمي، لمندوب سورية الدائم إلى الأمم المتحدة بشار الجعفري، إلى حفل خاص أقيم على شرف وزير الدولة السعودي فهد بن عبد اللـه المبارك، تحضيراً لرئاسة السعودية للاجتماع القادم لمجموعة العشرين.
وقبل يومين بدأت وسائل الإعلام تتناقل أيضاً خبراً عن تجهيزات تجري في مكاتب الخطوط الجوية السعودية في العاصمة السورية دمشق، في مؤشر على الاستعداد لإعادة افتتاحها.
يمكن القول استناداً إلى الخبرين السابقين وإلى مجموعة من الأخبار السابقة التي أرسلت خلالها الرياض رسائل حسن نية تجاه دمشق: إن عين الرياض باتت مثبتة باتجاه دمشق، والمنتظر هو الرأي السوري قبل القيام بأي خطوة يقابلها توبيخ يقلل من شأن المملكة التي عمدت خلال السنوات السابقة إلى تمويل الفصائل المسلحة في سورية لتعيث فيها الخراب، بما فيها العاصمة دمشق التي تتأمل الرياض أن تعود إليها اليوم.
لابد من الأخذ بالحسبان لدى تحليل مجموعة المؤشرات السعودية، مدى التبعية في العلاقة بين الرياض وواشنطن، إذ إن السعودية في حالة ارتهان كامل للقرار الأمريكي، ومن ثم فإن أي قرار سعودي لا يمكن أن يكون مستقلاً.
فكل تلك الأخبار التي ترمى للإعلام توحي بأحد الاحتمالين:
إما أن الرياض تقوم بإطلاق بالونات اختبار لاستعادة علاقاتها مع دمشق، وتنتظر أن يأتيها التعقيب من البيت الأبيض.
أو أن الموافقة الأمريكية على استعادة العلاقات السعودية مع سورية باتت في أدراج الرياض، ولعل ما يدعم هذا الاحتمال هو العودة السابقة للعلاقات السورية الإماراتية وإن كانت تلك العودة لا تزال خجولة، ولم تأخذ مفاعيلها.
سوريا أعلنت مرارا أنها لم تتخل يوماً عن عمقها العربي، وإنما بعض هؤلاء العرب هم من أغلق سفاراته بدمشق، وأنها مستعدة اليوم لعودة علاقاتها مع تلك الدول، فإن غداً قد تكون هناك حسابات يترتب على المملكة تسويتها قبل أن تطرق أبواب دمشق.
أضيف بتاريخ :2020/02/06