تقرير خاص: براتب شهري ضخم.. #السعودية تسعى لمصالحة #الكونغرس
محمد الفرج..
ساءت علاقة السعودية مع الكونغرس الأمريكي كثيراً بعد أن قدمت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة الأمريكية، مشروع قرار لمراجعة العلاقات الدبلوماسية مع المملكة السعودية على خلفية عدة قضايا منها حربها على اليمن وقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي في سفارة بلاده باسطنبول.
وكثرت الأصوات في الكونغرس التي طالبت بمحاسبة السعودية على جرائمها ومنع بيعها الأسلحة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهنا كان لابد للسعودية أن تجد مخرجا لهذه المعاداة.
يضاف لذلك ، الخلاف الذي تسببت به المملكة داخل أروقة الكونغرس بين أضاءه، وبدأ الخلاف حول مشروعات القوانين الخاصة بالسعودية في مايو/أيار عندما أقر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مبيعات أسلحة إلى السعودية مستغلا ثغرة في قانون الحد من الأسلحة للمضي قدما في البيع وذلك بإعلان حالة طوارئ وطنية بسبب التوتر مع إيران.
ومؤخراً، نشر موقع “المونيتور” الأمريكي، تقريراً كشف فيه عن استعانة السعودية باثنين من المساعدين الديمقراطيين السابقين، لإعانتها في إصلاح علاقاتها بالكونغرس الأمريكي، التي تضررت بسبب قضايا عدة، من بينها قتل الرياض للصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي في قنصلية بلده بمدينة إسطنبول في تركيا عام 2018.
وذكر المونيتور في تقريره أن السفارة السعودية في واشنطن استعانت بمجموعة ويليامز في واشنطن لمساعدتها في “تقديم المشورة، بشأن أفضل السبل لإقامة علاقات مع أعضاء الكونغرس وموظفيه”.
وينص العقد الذي تبلغ مدته عاماً واحداً، والذي أصبح سارياً في الأول من أكتوبر/تشرين الأول عام 2019، ولكن لم يُكشف عنه إلا الأسبوع الماضي، على أن تتلقى مجموعة ويليامز 30 ألف دولار شهرياً مقابل المشورة.
إذ يجري الآن اختبار قوة النفوذ السعودي في الولايات المتحدة ودور جماعات الضغط الموالية للرياض، كما سبق وكشفت أوضحت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن السفير السعودي في واشنطن استدعى، في مارس/آذار 2018، مجموعةً من جماعات الضغط الأميركية باهظة الثمن إلى سفارته؛ لتتولى التعامل مع تحدٍّ دقيق ومزدوج.
وقد أقام السفير السعودي العديد من حفلات العشاء الحميمة بواشنطن، واستضاف في بعض الأحيان بعض الاحتفالات الهامشية، مثل حدثٍ فخم في قاعة أندرو دبليو ميلون على شرف زيارة ولي العهد هذا العام (2018). وتُظهر السجلات العامة أنَّ السعودية أوفدت فريق الضغط؛ لضمان حضور الأعضاء البارزين في لجان العلاقات الخارجية بالكونغرس.
إذ تقاوم السعودية الانتقادات الموجَّهة إليها، عن طريق دفع ملايين الدولارات لجماعات الضغط وشركات المحاماة الكبرى ومراكز الأبحاث البارزة وكبار مقاولي الدفاع، وقد أظهرت السجلات العامة في عام 2017، أنَّ المدفوعات السعودية لجماعات الضغط والمستشارين في واشنطن قد ارتفعت إلى أكثر من 3 أضعاف عن عام 2016.
وبسبب هذا الإنفاق السخي في واشنطن، تمتَّع السعوديون بميزةٍ لا تُقدَّر بثمن: علاقةٌ دافئة مع الرئيس الأمريكي الذي عقد صفقاتٍ تجارية مع مواطنيها الأثرياء، وصهره غاريد كوشنر الذي طوَّر علاقةً وثيقة مع ولي العهد السعودي، وصاغ بمهارةٍ سياسات الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط.
أضيف بتاريخ :2020/02/14