تقرير خاص: التطبيع بين #السعودية و"إسرائيل" يصل لدراما رمضان
محمد الفرج
أثارت عدة أعمال تنتجها قناة "أم بي سي" السعودية، وتعرضها حاليا على شاشتها حالة من الغضب على منصات التواصل الاجتماعي، كان أبرزها مسلسل "أم هارون" الذي اعتبره متابعوه دعوة وترويجا للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وإعادة تشكيل الصورة النمطية عن فكرة العدو في الذهنية العربية.
فمثلاً، انتشرت مقاطع فيديو عديدة ملأت منصات التواصل في العالم العربي أخذت من مسلسل "مخرج 7" تظهر حوارات بين طرفي الموقف من القضية الفلسطينية، لكن أبرزها كان حوارا حول إقامة علاقات اقتصادية مع إسرائيليين، ومحاولة إظهار الفلسطينيين على أنهم العدو الحقيقي للسعودية.
أما مسلسل أم هارون الذي تقوم بدور البطولة فيه الممثلة الكويتية حياة الفهد والذي حظي بانتاج سعودي ضخم فقد لبس قناعاً إنسانياً لكن جوفه يغلي بحفاوة الترحيب والتعايش مع الاسرائيليين ، فالمسلسل يروي قصة امرأة يهودية عاشت في أربعينيات القرن الماضي واشتمل على مغالطات تاريخية جسيمة فقد تضمن عبارة ( لقد أقيمت دولة اسرائيل عند انتهاء الانتداب البريطاني على أراضي اسرائيلية ) وبالتالي ينفي كلياً الوجود الفلسطيني وحقه في أرضه ، كما استخدمت اللغة العبرية في المسلسل بحجة كتابة شخصية أم هارون لمذكراتها .
أما "آفيخاي أدرعي" الناطق باسم جيش الاحتلال فكان أول المعجبين بهذه المسلسلات الخليجية بل إنه استهجن الحملة التي قامت ضد مسلسل "أم هارون" وذهب بعيدا حيث دافع عن الفنانة الكويتية حياة الفهد ، فقد غرد عبر تويتر قائلا :
"كالعادة تعرضت الفنانة القديرة حياة الفهد لانتقادات أصحاب نظرية المؤامرة وغيرهم من المفسدين، الذين ينظرون إلى كلمة تطبيع كشتيمة، ويفضلون المسلسلات العنصرية التي تروج الأكاذيب المعادية للسامية التي عادة تعرض في شهر رمضان" على حد تعبيره.
في حقيقة الأمر، إن مسلسل "أم هارون" ما هو إلا بداية مرحلة جديدة من الانتقال من التطبيع السياسي الرسمي إلى التطبيع الاجتماعي الشعبي، وهذا هو أساس فكرة "صفقة القرن".
فالنخب الثقافية الخليجية المستأجرة والأجيرة، وخصوصاً السعودية منها، تدسّ السموم التاريخية والثقافية والسياسية في عقل شعوبها وتستخف بها لتغييب الحقائق التاريخية عن عقول أجيال الحاضر.
فباتت مسلسلات رمضان تشارك في أكبر عملية تزوير تاريخي يمارسها التطبيع السعودي على العقل العربي وخاصة أنها تمر على الرقابة قبل العرض، فحتى شهر رمضان استغلوه للترويج لأفكارهم بدل من أخذه فرصة لمراجعة أخطائهم وتصحيحها.
أضيف بتاريخ :2020/05/01