تقرير خاص: كيف غيرت "إم بي سي" مدارس الدراما؟
رائد الماجد..
تختلف كل عام السيناريوهات التي تتكئ عليها مسلسلات رمضان، والذي يطاله نقد أكثر ربما يصنف أكثر نجاحاً، إلى جانب المسلسل الذي يحصد جماهيرية إيجابية.
الاتجاه الذي اتجه به مسلسل "أم هارون" لحصد المتابعات والخروج من السباق الرمضاني كأكثر مسلسل حشد متابعات، كان من النوع الأول، الذي يختار النقد، وليس أي نقد اختاره المسلسل، فعمد للنوع الثقيل منه، ورفضت قنوات ام بي سي حتى إيقاف بثه.
فبعد أن كانت الاحتجاجات الإسرائيلية سيدة الموقف من المسلسلات العربية، باتت "إسرائيل" وإعلامها أول المحتفيين بهذه المسلسلات، بالرغم أن مضامين المسلسلات الجديدة لا تعدو كونها تمثيلا لواقع معاش كان اليهود يشكلون فيه جزءا من المجتمع العربي في دول عربية كثيرة، إلا أن بعض العبارات المستخدمة كان تحاول حرف التاريخ عما كان.
فالأكيد، أن الدراما لم تعد تمثيلا للواقع في الأعمال الدرامية حتى التاريخية منها، بقدر ما هي صناعة لواقع يرسمه بدقة كاتب السيناريو وفق إملاءات تضع له أهداف محددة.
بالطبع سيقع كاتب السيناريو وكالعادة في مغالطات تاريخية ودينية وإجتماعية ، كونه يكتب عمل درامي لكسب المال والشهرة أولاً ، ولتوصيل رسالة للعالم ثانياً ، وبالطبع الرسالة تخضع لرغبة الجهة المنتجة وأجندتها، وهنا يبرز دور مجموعة الـ إم بي سي.
تمثيل الواقع ما هو إلا عذر يكشف عن قباحة الذنب الخفية التي تخبئها هذه الأعمال الدرامية، وما هي إلا تجميل ستظهر عورته لاحقا، "فأم هارون" ليس مطلوبا منه مهاجمة المقاومة الفلسطينية ولا الدفاع عن "إسرائيل"، بل على العكس يكفي أن يظهر صورة جيدة عن اليهودي-وليس الصهيوني الإسرائيلي- الذي يعيش في الكويت، بل ولا بأس أن يظهر معارضته لـ"إسرائيل" والمشروع الصهيوني.
وفي الطرف المقابل، جاء المسلسل السوري حارس القدس رغم ضعف الامكانيات مقارنه بمسلسل ام هارون ليجذب العالم العربي والإسلامي له من خلال السيرة الذاتية للمطران هيلاريون كابوتجي والذي ترأس كنيسة الروم الكاثوليك في السبعينيات وعمل على مساعدة المقاومة الفلسطينية إلى أن اعتقل وابعد عن فلسطين .
المفارقة في حارس القدس وام هارون أن الأول يرصد سيرة حقيقية لمناضل اممي دون تزييف للوقائع والثاني يرصد قصة وهمية ليهودية مجهولة الهوية والنسب ويحاول أن يفرضها كرواية واقعية، فالأخير نسج لنفسه مدرسة دراما خاصة أساسها تحقيق الشهرة مهما كلف الأمر وحتى لو اضطر لتحريف التاريخ وقصصه واستغلال قضية عربية نسي واجبه تجاهها.
أضيف بتاريخ :2020/05/04