تقرير خاص: خلاف السلطان والأمير يصل للشوارع.. والصراع على الزعامة بات أوضح
محمد الفرج
مازالت تداعيات العلاقة المتوترة بين السعودية وتركيا تظهر تباعاً بالإجراءات والتصريحات، فكان ىخر الاجراءات إزالة لافتة تحمل اسم السلطان العثماني "سليمان القانوني"، من أحد شوارع العاصمة السعودية.
بين من ينصب نفسه السلطان العثماني الجديد (رجب طيب أردوغان)، ومن نصب نفسه ولي العهد الجديد (محمد بن سلمان) باتت الخلافات تصل لشوارع
لكن لابد من الإشارة إلى أن حادثة قتل خاشقجي قد لا تكون لوحدها سبب الخلاف، حيث يوجد ملف آخر يؤثر سلباً على علاقات الطرفين، يخصّ الروابط المتعددة بين أنقرة وطهران، إذ يحرص الرئيسان رجب طيب أردوغان وحسن روحاني على استمرار الاتصالات بينهما ومن ذلك ما قاله أردوغان مرة عن أن استقرار إيران مهم لتركيا، وبالتأكيد فمثل هذا التصريح لن يعجب القيادة السعودية التي يجمعها عداء واضح بنظيرتها الإيرانية.
التنافس بين القوتين يظهر كذلك بشكل أكبر في المجال الديني، فكلا منهما ترغبان بتزعم صدارة العالم الإسلامي، وتسعى المملكة لأن تأخذ كفة الميزان لصالحها وجعل تركيا تحت عبائتها.
كما تدعم تركيا من جهتها بشكل قوي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي صنفته السعودية تنظيما إرهابيا، لأسباب متعددة من أبرزها ارتباطه بقطر التي هي على خلاف معها أيضاً.
صراع على الزعامة:
يملك أردوغان طموحاً ينبع من التاريخ العثماني لأجل أن يجعل من بلاده المركز الرئيسي للعالم الإسلامي، لكنه لن يواجه هنا فقط السعودية، بل كذلك الدول العربية.
وما يصعبّ موقفه أكثر، أن بلاده في موقع غير قوي، خاصة للحرب التي يقودها ضد الأكراد في شمال سوريا، وهي الحرب التي من المنتظر أن تطول، وكذا للعلاقات القوية التي تجمع السعودية بالولايات المتحدة، عكس أنقرة التي توترت علاقتها بواشنطن.
ورغم أن وجهات نظر الطرفين في قضايا المنطقة متطابقة بنسبة 90 بالمئة إلا أن الشرق الأوسط مبني كلياً على المصالح المؤقتة بين كل القوى، وكلّ شيء يمكن أن يتغير، لكن بشكل عام تقلق أنقرة جداً من مسألة سقوط الدولة السعودية، لكونه مقدمة تهديد لسقوط تركيا.
تبقى المصالح الاقتصادية أكبر مبرّر للرياض وأنقرة لتجنب أيّ تصعيد بينهما، خاصة في ظل ظرفية حساسة يجتازها الاقتصاد السعودي الذي يحاول البحث عن مصادر أخرى بدل النفط، إذ يمكن للغة المصالح المالية أن تذيب أيّ خلاف سياسي مهما بلغت درجته، لكن الإجراءات السعودية المتهورة قد لا توصل البلدين لهذه النقطة، فالرياض تحاول نزع الزعامة بأي طريقة من نظيرتها تركيا.
أضيف بتاريخ :2020/06/15