تقرير خاص: #السعودية تجهز اليد المصرية لتخوض باسمها حرب جديدة
رائد الماجد..
تحاول السعودية جرف مصر نحو هاوية التدخل بحرب في لبيبا لا علاقة لها بها، بعد أن تحولت دفة المعارك هناك لصالح قوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا والمدعومة من تركيا على حساب قوات الجنرال المتقاعد "خليفة حفتر".
حيث تشعر كل من المملكة ودولة الإمارات العربية المتحدة بالقلق إزاء تدخُّل تركيا في ليبيا، والتي تدعم حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة
ومنذ بدء هجوم حفتر على طرابلس، تُقدِّم الإمارات معداتٍ عسكرية لجيش حفتر وتشارك بانتظام في المفاوضات الدبلوماسية معه، وصحيحٌ أنَّ المملكة السعودية تضطلع بدورٍ أقل وضوحاً في ليبيا من دور الإمارات، ولكن يقال أنَّها تعهَّدت بتقديم مساعداتٍ مالية بعشرات الملايين من الدولارات لجيش حفتر قُبيل هجوم حفتر مباشرة.
كما عُزَّزت التغطية الإعلامية السعودية للتدخُّل العسكري التركي في ليبيا ، وشدَّدت على الآثار التي أسفر عنها النهج التركي، إذ ربط أحد التقارير التي نشرتها صحيفة الشرق الأوسط السعودية في 4 فبراير/شباط الجاري بين انخفاض العائدات في الموانئ التجارية الواقعة في غرب ليبيا وزعم تهريب تركيا للأسلحة إلى داخل البلاد
ولمواجهة تركيا التي هي على خلاف معها منذ اغتيال خاشقجي، تريد السعودية الزج بمصر ووضعها بالواجهة حتى لا يتأزم الخلاف معها أكثر وتترك مجال للصلح يوماً ما، هذا سياسياً.
ووفق صحيفة الخليج الجديد، هذا الضغط، تقابله محاولات تركية غير مباشرة لتحييد القاهرة في هذا الملف، لا سيما مع الكلفة الكبيرة والخسائر التي ستتكبدها مصر، حال الانصياع للضغوط السعودية الإماراتية بالتدخل العسكري المباشر.
ولإغواء مصر بالتدخل، حاولت السعودية التلميح برضاها على مصر من خلال ترحيبها "بالجهود المصرية الهادفة إلى حل الأزمة الليبية"، وأكدت تأييدها دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لوقف إطلاق النار في ليبيا، وفق المبادرة التي تضمنها "إعلان القاهرة".
ومع أنَّ الإمارات ما زالت حليفة حفتر الرئيسية في العالم العربي، فإنَّ أهمية المملكة العربية السعودية بصفتها راعيةً لجيش حفتر ومُعارضةً للتدخُّل التركي في ليبيا ازدادت في الأسابيع الأخيرة، وإذا واصلت تركيا تدخلها العسكري في ليبيا، فمن المحتمل أن تُكثِّف السعودية الوساطات والأيدي غير المباشرة وخاصة المصرية، لتبقى المملكة بعيدة عن الأضواء المباشرة في هذه الحرب لكونها متورطة بالحرب على اليمن بشكل أساسي، فحرب ثانية تفتعلها وتتدخل فيها ستجعلها بموقف سياسي محرج مرة أخرى.
أضيف بتاريخ :2020/06/15