تقرير خاص: #السعودية على أعتاب ضربات "الوجع الكبير"
محمد الفرج..
مازالت عملية "تواز الردع الرابعة" موضع حديث في الإعلام، حيث خرجت القوات المسلحة اليمنية في هذه العملية عن المألوف، مستهدفة رمز القوة السعودي والأكثر تحصينا “وزارة الدفاع ومقر الاستخبارات” في عاصمته الرياض، بعد أن كانت عمليات توازن الرعب الثلاث السابقة مقتصرة على أهداف نفطية واقتصادية شرق وغرب المملكة.
منذ عشرة أشهر نُفذت أولى عمليات الردع، ففي الـ17 من أغسطس 2019 استهدفت عشر طائرات لسلاح الجو المسير للجيش اليمني واللجان الشعبية حقل ومصفاة الشيبة، التابعة لشركة أرامكو شرقي السعودية بالقرب من حدود الإمارات، والذي يضم أكبر مخزون استراتيجي في البلاد ويتسع لأكثر من مليار برميل.
وفجر الرابع عشر من سبتمبر 2019 كانت عملية الردع الثانية الشهيرة التي استهدفت مصافي آرامكو في بقيق وخريص في أقصى شرق السعودية، بعشر طائرات مسيرة واقتضمت حينها نصف انتاج النفط السعودي دفعة واحدة، وبعد أيام على العملية ومن موقع القوة أطلق الرئيس اليمني مهدي المشاط من صنعاء مبادرة للسلام أوقف بموجبها استهداف العمق السعودي بالصواريخ والمسيرات على أن توقف السعودية عدوانها وحصارها، وهو مالم تتجاوب معها السعودية حتى اليوم.
وبعد خمسة أشهر، وعلى خلاف العمليتين السابقين التي استهدفت شرق السعودية جاءت عملية الردع الثالثة في فبراير2020 أقصى غرب السعودية مستهدفة منطقة ينبع الصناعية والنفطية التي تبعد أكثر من 1000 كيلو متر من أقرب نقطة حدودية يمنية، وتم تنفيذها بـ12 طائرة مسيرة من نوع صماد3 وصاروخين من نوع قدس المجنح، وصاروخ ذوالفقار الباليستي الذي كشف عنه لأول مره في العملية.
ومع استمرار السعودية وحلفاؤها في عدوانهم وحصارهم على اليمن، أعلن ناطق القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع يوم 23 يونيو 2020 تنفيذ العملية الهجومية الأكبر على عاصمة العدو السعودي “توازنَ الردعِ الرابعة” بعدد كبير من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة الهجومية.
فقد طالت هذه المرة صواريخ قدس وذو الفقار وطائرات صماد3 المسيرة مواقع ومقرات عسكرية وسيادية أكثر تحصينا ومتباعدة في نطاقها الجغرافي، مستهدفة وزارة الدفاع السعودية ومقر الاستخبارات وقاعدة سلمان الجوية في العاصمة الرياض المليئة بالخبراء والجنود الأمريكيين، بالإضافة إلى أهداف عسكرية في نجران وجيزان.
يبدو أن الجيش اليمني بدأ في تنفيذ تهديداته السابقة، ونذكر أنه مع الذكرى الخامسة لبدء العدوان على اليمن، كشف العميد سريع استراتيجية القوات المسلحة في ضرب عمق دول العدوان إن لم تنصاع لمبادرة السلام التي أطلقها الرئيس المشاط، مؤكدا أن هذه الاستراتيجية تشمل “توسيع بنك أهداف قواتنا ليشمل مراكز حيوية وحساسة على طول وعرض جغرافيا دول العدوان وأن بنك الأهداف ينقسم إلى ثلاثة مستويات بحسب الأهمية”.
عملية الردع الرابعة تفرض معادلة جديدة مفادها أنه لا مكان آمن على امتداد الجغرافيا السعودية فاليمن يمتلك القدرة على ضرب أهداف كثيرة ومتنوعة حتى تلك الأكثر تحصينا والخاضعة للحماية الأمريكية المباشرة لتكون ضربات "الوجع الكبير" التي توعد بها عبدالملك بدرالدين الحوثي.
أضيف بتاريخ :2020/06/28