تقرير خاص: من مرفأ #بيروت.. #السعودية تعاود استخدام التضليل الإعلامي
رائد الماجد
بعد سنوات من استخدامها التضليل الإعلامي في سوريا وبث أخبار ملفقة وإخراجها بما يتناسب مع مصلحتها وموقفها من الحرب على سوريا، عاودت السعودية الكرة منطلقة هذه المرة من مرفأ بيروت.
حيث سجلت صحيفة “إندبندنت عربية” المملوكة للسعودية، فضيحةً جديدة بنشرها أخبارا مضللة حول انفجار مرفأ بيروت، وكادت تتسبب في أزمة دبلوماسية مع كندا.
وفضح الصحيفة علناً دبلوماسيٌ كندي، استنكر بشدة نشر الصحيفة البريطانية التي اشترت الرياض حقوق نشر نسختها العربية، أخباراً تتعلق ببلاده وإقحامها في أزمة خارجية، وتنسب على لسانها معلومات خطيرة.
وكانت “إندبندنت عربية” نشرت تغريدة قالت فيها إن السفارة الكندية في بيروت نشرت توجيهات إلى موظفيها تقول “إن الانفجار ناتج عن قنبلة ملقاة تحتوي على اليورانيوم المستنفد (الذي سبب اللون الأحمر).
وكذّب السفير الكندي في العراق أولريك شانون فحوى التغريدة على صفحته الرسمية الموثقة في موقع تويتر، ونشر تغريدة كتب فيها: “غير صحيح إطلاقاً، من فضلكم احذفوا هذه التغريدة المضللة”.
ولاحقاً اعتذرت “إندبندنت عربية” عن الإشاعة التي نشرتها، لكنها استطردت أنها ستنشر أي جديد. وقالت في تغريدة: “تعتذر إندبندنت عربية للقراء عن نشر معلومة غير دقيقة حول رسالة من السفارة الكندية لموظفيها في لبنان، وسننشر لاحقاً أي تفاصيل مرتبطة”.
وهنا توجهت الانتقادات لرئيس تحرير الصحيفة المذكورة، فقال أحد الناشطين “أرى أن عضوان الأحمري (سعودي رئيس تحرير إندبدنت عربية) أوصل الصحيفة لحالة من الشلل والعجز، أتمنى تغييره لمصلحة المجلة".
ناشط آخر شبه ما حدث بحادثة اغتيال خاشقجي فكتب: “مثل قصة جمال خرج من القنصلية.. وانتصرنا بقرار منظمة التجارة العالمية… فبركات وكذب حال الاعلام المدعوم سعودياً”.
وهذه ليست سابقة للنسخة العربية من الصحيفة البريطانية، حيث سبق لها أن تماهت مع السياسة السعودية وحتى قامت بتزوير الحقائق.
وقبل فضيحة بيروت، عارضت النسخة السعودية ما نشرته الصحيفة الأم البريطانية عن حكم منظمة التجارة العالمية بشأن قرصنة قناة سعودية لبث قنوات “بي إن سبورتس” القطرية.
وليست هذه الصحيفة هي الوسيلة السعودية الوحيدة التي سارت بهذا الاتجاه بقصية مرفأ بيروت، فكانت قناة العربية بالصدارة حيث حاولت تأجيج لوضع وتأليب اللبنانيين على بعضهم وعلى دول أخرى موجهة لها اتهامات بالوقوف وراء التفجير.
الغريب أن السعودية ورغم كشفها عدة مرات مازالت تنتهج الطريقة نفسها وبالأسلوب نفسه دون أي تطوير يذكر، فبمجرد أن تجد الخبر على وسيلة سعودية ستستنتج أنه مسيس ضد جهة ما والغرض من الخبر وحتى طريقة سرده، دون أن تعير الوسائل أهمية لخاصية الحدث وإنسانيته كما في حالة مرفأ بيروت.
أضيف بتاريخ :2020/08/07