التقارير

وثيقة عمرها ٣٠ عاماً.. تكشف تفاصيل انتفاضة المحرم  1400هـ - 1979م

 

حصلت صحيفة خبير على صور من رسالة الحرمين الصادرة من بيروت عن تجمع علماء الحجاز والتي عمرها 30 عام، تكشف العديد من المعلومات والجوانب التفصيلية عن ضحايا انتفاضة المحرم 1400هـ.

وتحدثت الوثيقة والتي تم نشرها بتاريخ 10 محرم 1411هـ - 1990م، في الصفحة 20 منها، عن انتفاضة المحرم 1400هـ التي حدثت في القطيف والأحساء أكبر مدن المنطقة الشرقية والتي يسكنها الشيعة الموالون لأهل البيت عليهم السلام.

وكشفت الوثيقة عن تلك الفترة، أن آل سعود ورغم عقدهم اتفاقية مع أهالي القطيف تقضي باحترام الأنفس والأموال والمعتقدات، نقض السعوديون وعدهم وأخذوا يعيثون في الأرض فساداً ويهلكون الحرث والنسل وكان حكمهم قائم على البطش وشعارهم السيف.

وأضافت الوثيقة، "وصل القمع لحد اعتبار المطالبة بافتتاح مسجد أو حسينية، معارضة للسلطة السعودية، وهنا عاش الشعب في الحجاز بصمود لسنوات تحت اضطهاد آل سعود، حتى بزغت شمس الحرية من إيران بقيادة أحد أقطاب الزعامة الدينية في الحوزة العلمية في قم المقدسة.. الإمام الخميني (قد)".

"رأى الشعب أنه لا سبيل لتغيير الوضع المأساوي الذي يعيشه في ظل حكم آل سعود إلا باتخاذ الإسلام منهجاً ودستوراً، فتزامن هذا الجو الثوري مع سياسة القمع التي تمارسها السلطات السعودية بحق أهالي القطيف ما جعل الوضع ينبئ بانفجار جماهيري وبقي الوضع هكذا حتى حلت ذكرى عاشوراء عام 1400هـ".

بدأت بهذا التاريخ مراسم العزاء وهنا بدأت القوات السعودية بإرسال عربات محملة بعدد كبير من الحرس الوطني، فكانت هذه المناظر تثير غضب الجماهير، واستمرت الجماهير بحضور المجالس بشكل مكثف في تحدي للسلطة حتى اليوم الخامس من محرم من العام 1400هـ على شكل مسيرات تقليدية ما أربك السلطات فأرسلت إليهم بعض الوجهاء لاحتواء هذه المسيرات.

في ليلة السادس من محرم 1400هـ تحولت تلك المسيرات إلى مظاهرات وكانت الجماهير تردد (الله أكبر.. عاشورنا حسيني.. قائدنا خميني.. السنة والشيعة سواء.. دين النبي واحد مافيه تفرقة..).

وبحسب ما ورد في الوثيقة، قامت قوات الحرس الوطني السعودي حينها باعتراض تلك المظاهرات وحدثت اشتباكات أدت لجرح عدد كبير من الطرفين، وفي ليلة السابع من محرم خرجت الجماهير مجدداً تردد شعارات (يا خميني أوهبت للمبدأ حياتك شعلة للأجيال تضحياتك.. لا شرقية ولا غربية .. ثورة ثورة إسلامية).

في مدينة سيهات ما إن رأت قوات الحرس الوطني صور الإمام الخميني حتى هاجمت المتظاهرين بالهروات والعصي الكهربائية والغاز المسيل للدموع، فردت عليهم الجماهير بالحجارة وقطع الخشب، وكان أول شهيد برصاص الجنود السعوديين، المجاهد حسن القلاف.
وخرجت مظاهرات في مدن عدة منها مدينة صفوى وتاروت والبحاري والعوامية وتبلورت أحداث الانتفاضة في اليومين الثامن والتاسع من محرم وبلغ الصراع أوجه وسقط عدد من الشهداء منهم (باسم السادة – سعيد القصاب – فيصل الجامد- علي الشمروخ – حسين المعلم- حسن صليل – إبراهيم الخباز وغيرهم...)، ولم تقتصر الأحداث على مدينة القطيف بل شارك سكان الأحساء بالمظاهرات وخرجوا بهتافات منددة بالحكومة.

 

وأكدت الوثيقة أنه لم يكن وراء أسباب اندلاع تلك الانتفاضة أحد إلا الأسباب التي تم ذكرها والتي كان أهمها انتصار الثورة الإسلامية في إيران، والتي حركت الجماهير تلقائياً بنبض إسلامي ثوري.

أضيف بتاريخ :2020/08/25

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد