محمد الفرج..

"تاريخ يتعدى الشرق الأوسط" عبارة أطلقها مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جاريد كوشنر عند وصوله إلى أبو ظبي على متن طائرة إسرائيلية يوم الاثنين الماضي

وبدأ رحلته في الإمارات بالتلميحات، فمن على مدرج طائرة "العال" الإسرائيلية الهابطة في أبو ظبي قال كوشنر، إن هذه الرحلة ستكون "بداية مسيرة تاريخية تتعدى الشرق الأوسط".

حيث أشار كوشنر إلى بعض ما سيحصل بعد هبوط الطائرة وعلى رأس ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية ستقوم بالمحافظة على تفوق عسكري نوعي لـ"إسرائيل" في المنطقة، وأنها ستدعم قرار الإمارات بالتطبيع مع "إسرائيل".

وبشّر كوشنر الفلسطينيين باستمرار الضغوط عليهم وبأن "خيارات الضم لا تزال مفتوحة"، وهو ما يعني عمليا الطلب منهم الاستسلام للواقع الجديد، وبوقوفهم وحدهم في مواجهة كيان الاحتلال بعد أن تغيّرت معادلة الأرض مقابل السلام إلى التحالف مع "إسرائيل" ضدهم!

ما معنى حديث كوشنر عن "تاريخ يتعدى الشرق الأوسط"؟

حملة الوصول للبيت الأبيض قد تحدّد فعلا مصير العالم لعقود قادمة، فنجاح دونالد ترامب سيؤدي إلى ترسيخ نهج إدارة متطرّفة داخليا وخارجيا.

إضافة إلى أن سياسات ترامب تشعل النزاع الأهليّ في أمريكا، وتعادي المهاجرين والأقليات والفقراء، فإنها تؤجج أشكال الصراع العالمي، وهو ما يفسّر هذه العلاقة الحميمة لإدارة ترامب مع أنظمة الاستبداد العربية و"إسرائيل"، كما يفسّر الحماسة المدهشة التي تتعامل بها هذه الأنظمة مع قضية فوز ترامب كما لو كانت قضية حياة أو موت.

عبارة التاريخ الذي "يتعدى الشرق الأوسط"، ربما دلالة على تاريخ من الوحشية ، وهو تاريخ يضع مسؤولية كبرى على العالم ونخبه السياسية، فانتصارات ترامب وصهره هي انتصارات على البشرية، رغم أن الفلسطينيين والعرب هم أكبر المستهدفين منها.