تقرير خاص: اتفاقات "السلام" مع الكيان الإسرائيلي تشعل شرارة الحرب ضده دون أن يدري
محمد الفرج..
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن توقيع اتفاق "سلام" بين البحرين والكيان الإسرائيلي برعاية أمريكية، لتكون البحرين البلد العربي الثاني الذي يعلن رسمياً هذا العام التطبيع مع الكيان الإسرائيلي بعد الإمارات، الأمر الذي لاقى ردود فعل رافضة لهذا التطبيع، الأمر الذي جعل الكثير من المسؤولين والمحللين "الإسرائيليين" والأمريكيين ينذرون بأن هذه الاتفاقات عنوانها سلام لكن مستقبلها قد يكون شرارة حرب تضرب مصالح الكيان الإسرائيلي وحلفائه في المنطقة.
حيث نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية:
"نحن نتمتع الآن برياح السلام، ولكننا نعيش في منطقة غير مستقرة قد يتغير فيها اتجاه الريح بسرعة، وعليه، فنحن نحرص أن نكون دوماً على خطوة واحدة على الأقل إلى الأمام مع كل الدول الأخرى في المنطقة، ونغرب في أكثر من هذا".
وفي "واشنطن بوست" الأمريكية جاء:
"الإدارة الأمريكية لا تزال تغازل بعض الدول العربية للانضمام إلى عملية التطبيع، وإعلان الدول الخليجية الغنية بالنفط كالإمارات والبحرين بالاعتراف بإسرائيل لن يساعد الدول المُتعبة في الشرق الأوسط مثل لبنان وسورية واليمن وليبيا ولا يمثل السلام في الشرق الأوسط".
أما "يديعوت أحرنوت" العبرية، فورد فيها:
"إن البحرين ليست الدولة العربية الأهم بين دول الخليج، التطبيع بين البحرين وإسرائيل يمكن أن يتيح لإسرائيل الوصول إلى مختلف الخدمات التي يمكن أن تفيدنا، ويمكن أيضاً أن تشكل البحرين سوقاً للتكنولوجيا الإسرائيلية، لذلك، على الرغم من أن تطبيع العلاقات بين البحرين وإسرائيل يخدم بشكل رئيسي ولي العهد السعودي وترامب، فإنه تطور مرحب به، ومن أهم أسباب إنشاء العلاقات هو رغبة الرئيس الأمريكي، بالتباهي بإنجاز دبلوماسي آخر يساعده في الانتخابات، وربما يحسّن فرصه في الحصول على جائزة نوبل للسلام، فـ"جاريد كوشنر"، صهر ترامب ومستشاره، يعمل بجهد على هذا الأمر على الرغم من عدم وجود فرص كبيرة".
من الواضح أن عملية التطبيع هي أجندة سياسية أمريكية-"إسرائيلية" وتجاوب حكومات بعض دول العالم العربي معها ليس أمراً مرتبطاً بسياسة هذه الدول فقط بل يتعلق بمستقبلها، فهذه الأجندة تهدف بالدرجة الأولى إلى تصفية القضية الفلسطينية، وإلغاء حق العودة وإسقاطه بالتقادم، لكن الرفض الذي تبديه شعوب هذه الدول يبعث بالقليل من الطمأنينة والتفاؤل بفشل هذا المخطط "الإسرائيلي"-الأمريكي، وتحويله إلى ثورة جديدة ضد الكيان الإسرائيلي وإعادة إحياء القضية الفلسطينية، خصوصاً في ظل وجود العديد من الدول التي لا تزال محافظة على موقفها المعادي والمقاوم لهذا الكيان.
أضيف بتاريخ :2020/09/14