تقرير خاص: #السعودية تلجأ لـ #روسيا وتقرع جرس الإنذار لدى ترامب
محمد الفرج..
في تحول واضح وصريح وقد يوحي بإمكانية استغناء السعودية عن أمريكا لصالح التوجه نحو روسيا، سجلت مؤخراً محاولة للسعودية استطاعت من خلالها الحصول على الدعم الروسي.
حيث كثفت السعودية تحركاتها خلال الأيام الماضية، لتفادي تحرير مدينة مأرب اليمنية بيد أنصارالله، وذلك عن طريق روسيا.
ونقلت جريدة "الأخبار" عن مصادر روسية أن وزير الخارجية السعودي "فيصل بن فرحان" عرض قيام موسكو بوساطة لدى حركة أنصارالله اليمنية؛ لوقف تقدم الأخيرة نحو مأرب، وذلك في مباحثات هاتفية أجراها مع نظيره الروسي "سيرغي لافروف".
وأفادت المصادر بأن التحرك السعودي جاء في سياق ممارسة ضغوط على الولايات المتحدة الأمريكية، التي بدت متجاهلة لمناشدات السعودية إيّاها إنقاذ الوضع في مأرب على خلفية انشغال الرئيس "دونالد ترامب" باستحقاق الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وتمثل البوابة الروسية جرس إنذار لدى "ترامب"، الذي بَرّر في السنوات الماضية إبرامه صفقات تسلّح مع السعودية، بالتخويف من أن الصين وروسيا حاضرتان لملء الفراغ، بحسب مصادر الصحيفة.
تقليدياً لا تمتلك روسيا علاقة دافئة مع السعودية وتنافس البلدان دوماً على النفوذ في مناطق عدة منذ أفغانستان إلى سوريا، حيث كانت السعودية دوماً حليف الغرب المستعد لدفع الأموال لخصوم روسيا، كما تنافسا على لقب المنتج الأول للنفط.
ولكنْ هناك شيء ما تغير، إذ يبدو أن السعوديين اقتنعوا بهزيمتهم في سوريا ولم تعد تمثل لهم أولوية، كما أنهما (السعودية وروسيا) اتفقا على التعاون بدلاً من التنابز في سوق النفط، وفي ظل انشغال ترامب بانتخاباته، ليس هناك وقت أفضل من هذه اللحظة للتقارب بينهما.
كما تعكس المشروعات النفطية التي أطلقتها أرامكو ديناميات سوقٍ دولية جديدة للطاقة في ظل صعود الولايات المتحدة ضمن مراتب المنتجين العالميين أي لم تعد سوقاً استهلاكية لها أولوية بالنسبة للسعوديين.
ومنذ اتفاق مجموعة "أوبك+" لخفض الإنتاج في 2016، عمل السعوديون والروس على تضافر سياستهما النفطية للتحكُّم بصورة أفضل في توزيعات العرض والطلب.
في المقابل، فإن هذا التوجه السعودي نحو الشرق يحمل جانباً يضر جهود الغرب لمعاقبة روسيا، إذ يُقلِّص توثيق الاستثمار السعودي في قطاع الطاقة الروسي فاعلية العقوبات الغربية ضد موسكو على المدى المتوسط.
لكن، يحتاج السعوديون إلى واشنطن بصفتها شريكاً يمكن الاعتماد عليه لمواجهة إيران التي يعتبرونها خصمهم في المنطقة، في حين أن روسيا تقدم دعم وصداقة لإيران ولمنع تحول العداوة من إيران لأمريكا، قد لا يسمح ترامب بمواصلة التواصل الروسي السعودي بمجرد أن يفرغ من موضوع الانتخابات الأمريكية، لكن عليه أن يعلم أن السعودية أيضاً قد تسير وفقاً لمصالحها حتى لو كانت مع روسيا بلد الاقتصاد الاقوى.
أضيف بتاريخ :2020/09/24