تقرير خاص: "إسرائيل" و #السودان .. لصالح من اتفاق التطبيع؟
محمد الفرج
حالة من الاستغراب والدهشة اجتاحت الأوساط العربية والسودانية إثر إعلان "إسرائيل" والسودن تطبيع العلاقات بينهما بشكل رسمي.
أما عن خطورة إبرام اتفاق سلام سودانى إسرائيلى في ظل الأوضاع الراهنة في السودان، فمثل هذه الخطوة من شأنها أن تزيد من الاضطرابات الداخلية في السودان وتعرقل عملية الانتقال السلمي للسلطة وقيام حكومة ديمقراطية.
فمع توقيع الإمارات والبحرين اتفاقية سلام مع "إسرائيل"، اتجهن أنظار المتسائلين حول من التالي بحماسة نحو الغرب، نحو الخرطوم وهذا حدث فعلاً.
ومن أبرز مخاطر هذا الاتفاق المزعوم بين "إسرائيل" والسودان أنه سيهدد المرحلة الانتقالية ويدعم الإسلاميين ومن يدعموهم بالخارج.
السودان لديها الرغبة في الظهور كدولة داعية للسلام، بعدما كانت تحت قبضة الإسلاميين والتي ماتزال الولايات المتحدة تضعها على قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وبحسب تقارير إعلامية، فإن الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها السودان، هي السبب الرئيس الذي دفع الخرطوم للعمل بجدية أكبر نحو توقيع اتفاق سلام مع "إسرائيل"، لإزالتها من القائمة الأمريكية للدول التي ترعى الإرهاب، ووضع السودان على القائمة السوداء يصعب عليه الحصول على تمويل خارجي وتخفيف عبء الديون.
فقد أُدرج السودان في قائمة الدول التي ترعى الإرهاب عام 1993، في ظل حكم عمر البشير (تحت ضغط إسرائيلي)، لكن الإطاحة به بعد اندلاع احتجاجات من أجل الديمقراطية العام الماضي، أدت إلى تغيير الاتجاه ودفء العلاقات مع الولايات المتحدة.
أما مصلحة "إسرائيل من هذا الاتفاق فينبع من أن لها مصالح كبيرة السودان، من أهمها: أولاً، ذكرت وسائل إعلام أجنبية سابقًا أن "إسرائيل" هاجمت شحنات أسلحة من السودان في طريقها إلى غزة، وأن "إسرائيل" مهتمة بقطع طرق التهريب هذه إلى حماس.
ثانيًا، تريد "إسرائيل" أيضًا التوصل إلى اتفاق مع السودان حتى تتمكن من إرجاع مواطنيها الذين تسللوا إلى الأراضي المحتلة، كما تسعى لتمكين الطائرات الإسرائيلية والأجنبية من المرور فوق أجواء السودان في طريقها من وإلى تل أبيب، وبالفعل فقد مرت في شباط (فبراير) الماضي أول طائرة إسرائيلية فوق سماء السودان، وهذا مهم جدا في تقصير مدة الرحلة إلى البرازيل، لكن تبقى المصلحة الأساسية هي زيادة الشرخ العربي في المنطقة ومحاولة السيطرة على الشعوب مستغلة حاجتها المادية.
أضيف بتاريخ :2020/10/25