#تقرير_خاص : الشاب السعودي الواعي يثير مخاوف #ابن_سلمان.. سياسة الانفتاح تفتح أبواب السجون فقط!
محمد الفرج...
لطالما طبل وزمر الاعلام السعودي لسياسة "الانفتاح" التي "يقودها" ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الحكيم، والتي تهدف لوضع السعودية على طريق الحداثة والتطور.
المطبات والعوائق التي وضعتها السعودية أمام هذا الانفتاح المزعوم كثيرة، تبدأ بالعالم الحقيقي ولاتنتهي عند العالم الافتراضي، ففي بلد الأمراء، يكفي لتغريدة على تويتر أن تودي بصاحبها إلى السجن.
آخر فضائح ابن سلمان، والتي كشفت زيف ما طبل له اعلامه عن الاصلاح والانفتاح، كان سجنه ست سنوات للطبيب السعودي البارز وليد فتيحي، وحظره من السفر لمدة ست سنوات، بتهم واهية مثل "الحصول على الجنسية الأميركية دون إذن،" و"انتقاد دول عربية على تويتر"، اضافة الى "دعم منظمة إرهابية والتعاطف معها"، في إشارة الى جماعة الإخوان المسلمين.
المعروف ان الدكتور فتيحي لم يكن معارضا، بل لم يكن يتحدث في أمور السياسة، لكنه كان طبيبا لامعا وإداريا ناجحا تولى إدارة عدد من المؤسسات الطبية في السعودية، الا ان خطيئته التي كانت وراء غضب ابن سلمان عليه كما ادت الى سجنه، انه اتجه إلى الإعلام فصار وجها معروفا ببرنامجه "وَمَحياي" الذي بث فيه رسائل للارتقاء بالإنسان صحيا وروحيا، ومحاولته زرع القيم الانسانية الراقية في الشباب السعودي، وهو ما اعتبره ابن سلمان خطرا عليه وعلى سياسة انفتاحه المزيفة.
وعلى الرغم من أن فتيحي يحمل الجنسية الأميركية الا أن ادارة ترامب لم تحرك ساكنا تجاه هذه القضية الانسانية، ولم يصدر من الولايات المتحدة سوى بعض الامتعاض والتنديد، في وقت دعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، جيمس ريش، إلى إلغاء الحكم "الجائر"، قائلاً في تغريدة له إن ذلك "سيظل تحدياً للعلاقة الأميركية السعودية"، وهذه ربما تكون رسالة غير مباشرة لابن سلمان قبيل استلام بايدن مفاتيح البيت الأبيض.
بات أكيد أن ولي العهد محمد بن سلمان يخشى كل الخشية من الشاب السعودي المثقف والواعي والعارف بما يجري من حوله، الذي يحاول امثال الدكتور فتيحي، بناءه ليكون اساس الاصلاح الحقيقي، وهو ما لايريده ابن سلمان، فهو يريد انفتاح مزعوم ينقله الإعلام للغرب دون أن يتغير شيء في السياسة الداخلية في البلاد ولا حتى في أروقة القصر السعودي ولا حتى في عقول قاطنيه.
أضيف بتاريخ :2020/12/09