#تقرير_خاص : #المغرب تدخل إلى "بوفيه" التطبيع.. و #واشنطن تسدد الفاتورة
محمد الفرج..
يبدو أن خطوة التطبيع بين المغرب والكيان الإسرائيلي كانت مطروحة منذ أشهر طويلة على طاولة النقاشات، ويبدو أن الذي أعطى الدفع النهائي كان صديق "إسرائيل" الجديد، ولي العهد في الإمارات محمد بن زايد.
والإمارات ليست فقط تقف على رأس الدول العربية التي تستثمر في المغرب، بل هي أيضاً تؤيد إلى جانب العديد من الدول العربية مطالبة المغرب بالاعتراف بالصحراء الغربية كجزء منه.
قبل نحو شهرين أعلن محمد بن زايد عن فتح قنصلية في مدينة العيون، وهي من أكبر مدن الصحراء الغربية، وبذلك اتخذ خطوة رسمية هي الأولى من نوعها اظهرت تأييد بلاده للضم.
بن زايد، الذي يملك فيلا فاخرة في المغرب، التقى مؤخراً مع ملك المغرب، ويبدو أنه اتُفق على أن يعمل بن زايد على الحصول على اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء الغربية موضع الخلاف، لقاء ذلك تقيم المغرب علاقات ديبلوماسية مع "إسرائيل".
وبالنسبة إلى بن زايد هذه خطوة مطلوبة ومن المتوقع أن تخفف من معارضة عمليات التطبيع مع "إسرائيل" من قبل الدول والجماهير العربية، مع ذلك، اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية في الصحراء الغربية لا يمنح اعترافاً دولياً، في أعقاب الاعتراف الأمريكي من المحتمل أن يشتد الصراع على استقلال الصحراء الغربية وسقوط ضحايا إضافية.
في استطاعة نتنياهو أن يتباهى عن حق بتحالفات السلام الجديدة، لكن لا يوجد هنا سلام إقليمي مع "إسرائيل"، بل نوع من بوفيه مفتوح تختار كل دولة عربية منه المقابل الذي يناسبها لقاء الثمن السياسي الذي تدفعه.
إذ ستحصل الإمارات على طائرات أف-35، وستحصل البحرين على دفاع أميركي، والسودان سيُرفع اسمه عن لائحة الدول المؤيدة للإرهاب، ويمكنه الحصول على مساعدة حيوية من مؤسسات مالية دولية، ويحصل المغرب على اعتراف أميركي بسيادته في الشريط الصحراوي.
لكن لا دولة من هذه الدول هي في وضع حرب فعلية في مواجهة "إسرائيل"، وليس بينها وبين "إسرائيل" أي مطالب إقليمية أو طلب تنازلات، وصندوق الدفع ليس في القدس بل في واشنطن، ومنذ الآن ستنتقل صلاحية التوقيع على الشيكات إلى بايدن.
وتبقى السعودية، التي تُعتبر في "إسرائيل" الجائزة الكبرى، وهي توازي في قيمتها السلام مع الدول العربية كلها، هي الجوكر الرابح للكيان الإسرائيلي إذا ما تم التطبيع معها والأيام ستكشف عن هذا التطبيع الذي مازال بمراحله السرية.
أضيف بتاريخ :2020/12/12