التقارير

#تقرير_خاص : الاعتقالات في #السعودية تفشل كل محاولة سلام داخلية

 

محمد الفرج..

شهدت المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية دورة قاتلة من التظاهرات وإطلاق النار والاعتقالات والتدمير على مدى أعوام، وسط أجواء تعكس ازدياد عزيمة المطالبين بإصلاح المملكة ونظامها.

وفي حين يشترك سكان المنطقة الشرقية في المظالم مع بقية أنحاء البلاد، يتفاقم السخط الذي يجيّش تحت السطح بسبب سجلّ حافل من تمييز النظام والإهمال على المستوى المناطقي.

عمّق القمع الذي مارسته سلطات المملكة السعودية الانقسامات بين محاوريه التقليديين من الناشطين من كبار السنّ ورجال الدين، وبين شبكات الشباب الذين نفد صبرهم وأعربوا عن امتعاضهم من بطء وتيرة الإصلاح.

 وفي حين تشبه أهداف هؤلاء الناشطين الشباب أهداف نظرائهم الأكبر سناً، فإنهم يفضّلون احتجاجات الشوارع على العرائض والالتماسات إلا أن مصير من سبقهم ممن لوحوا بمطالب الإصلاح والتغيير، جعلتهم يتمهلون أو يبحثون عن طرق أخرى.

إلا أن السعودية لم تبحث عن طرق أخرى لاحتواء المطالب والآراء وكل صوت يطرح فكرة لا تنال إعجاب القصر الملكي، فالاعتقالات الطريق الوحيد الذي تواظب السلطات السعودية على السير فيه، فعاد مؤخراً مشاهد الاعتقال تتصدر المشهد.

حيث أقدمت قوة أمنية يوم الأحد بتاريخ 6 ديسمبر على مداهمة منزل عالم الدين السيد هاشم الشخص في منطقة الأحساء، بعد محاصرته واقتحامه بطريقة عنيفة ووحشية واعتقاله، من دون مراعاة لحرمات أهله وعائلته وإثارة الفوضى والرعب بينهم.

كما اعتقلت السلطات السعودية في 11 نوفمبر الماضي كلا من عالم الدين الشيخ عباس السعيد، وكذلك عالم الدين السيد خضر العوامي من القطيف وانتهكت حرمات منزليهما، وعاثت بالبيت تخريبا ونشرت الفوضى من دون إظهار أي توضيح عن سبب الاعتقال.

إلى جانب الاعتقالات، تتمسك السعودية بسياسة الهدم التي ورثتها من الاحتلال الإسرائيلي الذي تقترب من التطبيع معه، فالأسبوع الماضي، هدمت السلطات السعودية مسجد في منطقة العوامية التابعة لمحافظة القطيف شرق المملكة السعودية.

هذا المسجد هو مسجد الإمام الحسين (عليه السلام) في مدينة العوامية، وذو رمزية كبيرة، إذ كان الشهيد الشيخ نمر باقر نمر يؤم المصلين فيه، ويلقي خطبه فيه.

إذ تستهدف السلطات السعودية عبر مخطط تهديمي يبدأ من قلعة القطيف مروراً بمجسم اللؤلؤة وصولاً إلى مسجد المسألة، وجميعها من المعالم الأثرية التي يحتضنها شارع الثورة في القطيف، وكل ذلك تحت زعم توسعة شارع الثورة، مكان انطلاقة الحراك الثوري المطلبي بالقطيف عام 2011، والذي كان شاهداً على مواجهة الظلم والاستبداد والحرمان الاجتماعي.

وعتقدت السعودية أن هذه الاعتقالات ستجدي نفعاً إلا أن الواقع يظهر عكس ذلك، فباعتقال واعدام الشيخ نمر باقر النمر، ظنت المملكة أنها وأدت المعارضة، إلا أنه بدلاً من خنق المعارضة، أدّت موجة الاعتقالات إلى إطلاق نداءات واسعة للتضامن مع النمر، الأمر الذي أدّى، إلى تعزيز مكانة هذه الشخصية التي كان النظام يتمنّى تهميشها، ومطالب النمر وأهدافه وشخصيته، ستتجسد حتماً في أشخاص يظهرون مستقبلاً ويكونون مشعل جديد في طريق الاستبداد السعودي.

أضيف بتاريخ :2020/12/14

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد