التقارير

#تقرير_خاص : في ذكرى احتلالها.. حقوق المنطقة الشرقية مازالت تؤرق حكام المملكة

 

محمد الفرج..

يحوي شهر جمادى الأولى ذكريات وتواريخ لا تمحى من عقول السعودية وخاصة سكان المنطقة الشرقية، حيث يصادف الخامس من جمادى الأول ذكرى احتلال ابن سعود للأحساء عام ١٣٣١ من الهجرة، كما يصادف التاسع من جمادى الأول ذكرى احتلال ابن سعود للقطيف عام ١٣٣١ من الهجرة، كما يصادف التاسع عشر من جمادى الأول ذكرى احتلال ابن سعود للمدينة المنورة عام ١٣٤٤ من الهجرة.

حيث شهدت المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية دورة قاتلة من التظاهرات وإطلاق النار والاعتقالات على مدى سنوات أخيرة، وسنوات ماضية بسبب سجلّ حافل من تمييز النظام السعودي والإهمال على المستوى المناطقي. 

حروب وإرهاب خاضها سكان المنطقة الشرقية منذ سنين لم ولن تنتهي في ظل بقاء السلطة السعودية متشبثة بطريقة إدارة البلاد والتركيز على قمع طوائف دون أخرى.

لكن بقيت مسألة السعوديين المتمركزين في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط تؤرق حكام المملكة، وتسبب لهم صداعا لا يفارق رؤوسهم، رغم المعالجة الأمنية شديدة البأس التي يعتمدونها في المواجهة، والتي جلبت لهم انتقادات حقوقية عدة.

احتل آل سعود الهفوف (حاضرة الأحساء) في 12 أبريل/نيسان 1913 يقابله 1331 للهجري، بسهولة بعد مقاومة ضعيفة أبدتها الحامية التركية التي كانت موجودة وقتها.

في مايو/آيار 1933 وبعد ظهور البترول في السعودية صدر المرسوم الملكي بمنح شركة "ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا" الأمريكية امتياز التنقيب عن النفط في المنطقة الشرقية، وهو ما مثل بداية التحولات الجذرية في الخارطة السياسية حيث بدأ النفوذ الاقتصادي والسياسي للولايات المتحدة في الهيمنة على مقدرات الأوضاع هناك.

ما من شك في أن التمييز الطائفي يؤثّر إلى حدٍّ كبير على الحياة اليومية للأقلّية الطائفية في المنطقة الشرقية في السعوديةـ بيد أن العديد من مطالب المحتجّين لا تتعلّق بحقوق الأقليات على وجه التحديد، إذ تشمل مجموعةً من الأهداف التي طالما طرحها الإصلاحيون في أماكن أخرى من البلاد منها الإفراج عن السجناء السياسيين.

في هذا المعنى، سيكون من الخطأ تفسير المعارضة في المنطقة الشرقية باعتبارها قضية محلية بحتة أو طائفية بالمعنى الضيّق، ومع أن الوضع تفاقم بالتأكيد بسبب التمييز الطائفي، إلا أنه يتعلق وراء المعارضة الكثير من الدوافع الكامنة، وبدرجات متفاوتة من الشدّة سببها الرئيسي سوء إدارة البلاد.

أضيف بتاريخ :2020/12/19

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد