#تقرير_خاص : #الهذلول إلى الحرية.. هل يستغل #ابن_سلمان الإفراج عنها؟
محمد الفرج...
أفرجت السلطات السعودية اليوم الأربعاء عن الناشطة لجين الهذلول بعد سجنها لمدة ثلاث سنوات تقريباً لإدانتها من قبل المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض في يناير بـ"التحريض على تغيير النظام" و"خدمة أطراف خارجية"، وصدر بحقها حكم بالسجن لمدة 5 أعوام و8 أشهر مع وقف التنفيذ لعامين و10 أشهر من العقوبة، ومهدت حينها بأن موعد الإفراج عنها سيكون بعد نحو شهرين.
وأعلنت شقيقتها علياء الهذلول الخبر من خلال صفحتها على موقع للتواصل الاجتماعي، ذاكرة أنه بعد حملات متكررة لإطلاق سراحها خرجت لجين إلى الحرية، وكان من المفترض أن يفرج عنها الخميس، ونشرت الصورة الأولى لـ لجين من المنزل وكتبت : "بعد 1001 يوم في السجن، لجين في المنزل".
وظهرت لجين وقد خسرت الكثير من وزنها، لكنها زينت وجهها ابتسامة عريضة، إذ كانت اعتقلت الهذلول لأول مرة، عام 2014، بعد محاولتها دخول السعودية عبر منفذ بري مع الإمارات، لكنها لم تبق في الحبس سوى شهرين، بينما جاء اعتقالها الثاني قبل أسابيع من السماح للمرأة بقيادة السيارة في المملكة الخليجية الغنية، عام 2018.
الهذلول في سطور:
لجين الهذلول من بين الناشطات السعوديان المدافعات عن حقوق المرأة ونشطت لمدة طويلة ضد الحظر الذي كان مفروضًا على قيادة المرأة السعودية للسيارة والذي انتهى قبل عامين لكنها سجنت مع أخريات بتهمة التآمر مع "كيانات معادية".
ولجين من أبناء منطقة القصيم وهي واحدة من أكثر المناطق محافظة من الناحية الاجتماعية لكنها تنتمي إلى أسرة متحررة اجتماعيا وقد أمضت سنوات عديدة من طفولتها في فرنسا.
ووالدها ضابط في البحرية الملكية السعودية ووقف إلى جانبها في حملتها للمطالبة بحق المرأة في قيادة السيارة وقام بتصويرها عندما قادت السيارة لأول مرة.
وتركت لجين دراستها الجامعية في كندا وعادت الى السعودية للانضمام الى الحملة المطالبة برفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارةـ وفي عام 2014، اشتهرت لجين على وسائل التواصل الاجتماعي بعد محاولتها القيادة عبر الحدود السعودية الإماراتية.
تحرش وعنف
وتعرضت لجين للاعتقال لشهرين ونصف بسبب مواقفها المناصرة لقضايا المرأة السعودية، ثم أطلق سراحها بعفو ملكي، وفي شهر مارس 2018، اعتقلتها السلطات الإماراتية، وسلمتها إلى السعودية، حيث قضت عدة أيام بالسجن قبل إطلاق سراحها، وتمّ منعها هي وزوجها وكل عائلتها من مغادرة البلاد، كما مُنعت من الظهور بوسائل الإعلام واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي.
وفي 18 مايو 2018 ألقي القبض على لجين، حيث قالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، إنّ رئاسة أمن الدولة ألقت القبض على 7 أشخاص بتهمة التواصل مع جهات أجنبية مشبوهة وكانت لجين من ضمنهم. وتقول جماعات حقوقية إن الهذلول، تعرضت للحبس الانفرادي لأشهر وانتهاكات تشمل التحرش الجنسي، وهو ما نفته السلطات السعودية.
وقالت أسرة الهذلول في أغسطس 2019 إن ابنتهم رفضت عرضا بالإفراج عنها مقابل بيان مصور بالفيديو تنفي فيه تعرضها للتعذيب أثناء احتجازها.
وقال أشقاء الهذلول إن سعود القحطاني، وهو مستشار بارز لولي العهد الأمير محمد بن سلمان قيل إنه متورط في قتل خاشقجي، كان حاضرًا خلال بعض جلسات التعذيب وهددها بالاغتصاب والقتل، وقال المدعي العام السعودي، عقب انتشار تلك الاتهامات، إنَّ مكتبه حقّق في تلك المزاعم وخلص إلى أنَّها غير صحيحة.
وبدأت محاكمة الهذلول في مارس 2019 بعد نحو عام من توقيفها، وكانت تحاكم في البداية أمام المحكمة الجزائية، لكن تقرّر لاحقا تحويل قضيتها إلى المحكمة الجزائية المتخصّصة التي تأسست في العام 2008 للنظر في قضايا مرتبطة بمكافحة الإرهاب.
وبعد صدور قرار السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، بدأت لجين في تكريس جهودها للدفاع عن حقوق المرأة الأخرى مثل قانون ولاية الرجل على المرأة، وهو القانون الذي تم تعديله بالفعل.
انفراجة وغزل
وتأتي خطوة الإفراج عن الناشطة الحقوقية بعد أيام قليلة من إطلاق السلطات السعودية سراح معتقلين سعوديين يحملان الجنسية الأمريكية، في خطوة لقيت ترحيبا من الولايات المتحدة، وأظهرت السعودية توجها لحلحلة أحد أكثر الملفات تعقيدا وإثارة للجدل، مع قدوم إدارة أمريكية جديدة تضع في سلم أولوياتها ملف حقوق الإنسان، حيث كان اعتقال الهذلول ومحاكمتها قد خلّفا انتقادات واسعة من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية، ويرى مراقبون أنَّ الإفراج عنها يشكل خطوة إيجابية، ستنعكس على صورة المملكة أمام العالم وهي الشغل الشاغل لولي العهد الآن.
أضيف بتاريخ :2021/02/11