#تقرير_خاص : موقف #بايدن تجاه #السعودية يؤتي ثماره.. خطوة قد تبدو لصالح #اليمن
محمد الفرج...
في موقف جديد مناقض لسلفه ترامب، قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان إن جو بايدن سيتوقف عن دعم العمليات الهجومية الأمريكية في اليمن، في خطوة من شأنها تكبيل الأيادي السعودية الراغبة بتأجيج الوضع في اليمن.
موقف بايدن الصارم تجاه السعودية يؤتي ثماره، وعليه أعلنت الإدارة الأمريكية أنها تتوقع من المملكة العربية السعودية تحسين سجلها في مجال حقوق الإنسان بما في ذلك إطلاق سراح السجناء السياسيين مثل المدافعات عن حقوق المرأة من السجون السعودية.
بهذا التصريح وبغيره، قدمت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، مؤشراً إضافياً على الكيفية التي تخطط للنأي بنفسها عن سياسات سلفه فيما يتعلق بالشرق الأوسط.
بالنسبة لولي العهد السعودي، فهذا يعني أن الراحة التي كان يتمتع بها خلال عهد ترامب قد ولت بلا رجعة، ولكي يحتفظ السعوديون بالولايات المتحدة كشريك استراتيجي لهم وبـ "المظلة" الأمنية التي توفرها واشنطن على المدى الطويل، عليهم تقديم تنازلات للتكيف مع طريقة تفكير مختلفة تماماً في البيت الأبيض، والانصياع لأوامر الرئيس الجديد وعدم استغراب أي خطوة منه تجاههم.
قرار وقف دعم العمليات الهجومية الأمريكية في اليمن، يتماشى مع وعود جو بايدن خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب المستمرة منذ سنوات في اليمن، والتي أدت إلى انتشار الفقر والبطالة والأمراض المعدية في البلاد.
فيما أفادت مصادر إخبارية أيضًا أن بايدن يعتزم ترشيح تيموثي لاندر كينغ، مسؤول وزارة الخارجية، كسفير جديد لاميركا في اليمن.
مقابل ذلك، وفي محاولة يائسة من محمد بن سلمان لإرضاء الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، وفي محاولة لثنيه عن بعض القرارات الأخيرة التي ستضر بالسعودية، أعلنت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكيّة أنّ محمد بن سلمان يحاول تخفيف الضغوطات على الرياض من جانب امريكا، لذلك فقد أمر بإصدار حكم لصالح الناشطة السعوديّة المعروفة، لجين الهذلول.
ورغم أنّ المملكة رضخت في قضية الهذلول لإرضاء واشنطن، لكنها منذ سنوات لم تأبه من ردود الأفعال المحليّة والدوليّة من اتخاذ مثل هكذا قرارات تعسفية، رغم أنّها تواجه مشاكل دوليّة كبيرة ومعقدة بينها جريمة تقطيع الصحافيّ السعوديّ، جمال خاشقجي، وملف سجناء الرأيّ والمدافعات عن حقوق الإنسان في السعودية، ناهيك عن حرب اليمن التي أماطت اللثام عن وجوه حكام السعودية.
قد يشعر السعوديون بعدم الارتياح الشديد تجاه الفريق الجديد في البيت الأبيض، فقد انتظرت القيادة السعودية عدة أيام لتهنئة جو بايدن بفوزه في الانتخابات، في كل الأحول السعوديون ليسوا على وشك مبادلة الولايات المتحدة بشريك آخر بين عشية وضحاها.
عدا عن ذلك، فإن الملك سلمان الآن أضعف من أن يلعب دوراً فاعلاً وعملياً في الإدارة اليومية للمملكة العربية السعودية. لذلك من الناحية العملية، على واشنطن أن تتعامل مع ابنه محمد بن سلمان لعدة عقود مقبلة سواء كانت ترغب بذلك أم لا.
أضيف بتاريخ :2021/02/24