#تقرير_خاص : ماذا فعلت مشاريع #ابن_سلمان بالسعوديين؟
محمد الفرج...
تتوقف كثير من وسائل الإعلام والمحللين عند الرفض الذي يلاقيه مشروع ولي العهد السعودي مدينة “نيوم” السياحية الكبرى على ساحل البحر الأحمر بتكلفة 500 مليار يورو.
من المتوقع أن ترى مدينة “نيوم” النور في السنوات القليلة المقبلة، بحيث يقدمها مصمموها على أنها مدينة ضخمة خضراء وحديثة للغاية: سيتم التنقل فيها عبر سيارات الأجرة الطائرة، وتوفير المدرسة من خلال تقنية الهولوغرام، وضبط درجة الحرارة بفضل نظام الاستمطار السحابي، مما يؤدي إلى هطول الأمطار على فترات منتظمة، وسيكون لنيوم وضع خارج الحدود الإقليمية، مما سيسمح لسكانها بتحرير أنفسهم من التشدد السعودي وارتداء الملابس كما يريدون أو حتى استهلاك الكحول.
وبالحديث عن قبيلة الحويطات ورفضها لهذا المشروع، نقل وسائل إعلام عن إحد أفرادها أنها ليست ضد هذا مشروع نيوم في حد ذاته ولا ضد التحديث على الإطلاق لكن ما لا يعترفون به هو أنه في اليوم الذي تقرر فيه الدولة أخيرا الاستثمار في منطقتهم، يُطلب منهم المغادرة، وذاك هو الأمر غير المقبول بالنسبة لهم
كما حملة النظام السعودي ضد قبيلة الحويطات هي دليل على أن أولوية محمد بن سلمان ليس فيروس كورونا و لا صحة شعبه؛ بل إن أولويته القصوى هي تجهيز الأرض للاستعمار الصهيوني والمراقص والفجور، في إشارة إلى قرب نيوم من "إسرائيل"؛ حيث تأمل شركات التكنولوجيا الفائقة في تل أبيب في أن يسمح التقارب المستمر بين بلادهم و السعودية بالحصول على حصة من هذه الكعكة الشهية للغاية.
رغم استمرار الرفض القبلي المحلي لمشروع نيوم، إلا أن التهديد الرئيسي الذي يواجهه هذا المشروع يأتيه من الأزمتين الصحية والنفطية المتشابكتين، واللتين تهزان المملكة، حيث سيتعين على بن سلمان خفض الإنفاق العام وربما تعليق أو إبطاء بعض مشاريعه الرئيسية، مع انخفاض أسعار النفط وركود عالمي في الأفق، وعليه، فإنه مع الحويطات أو بدونهم، فإنه ليس هناك ما يضمن مستقبلا لمدينة المستقبل نيوم.
ولكن مؤخراً، كشف حساب “العهد الجديد”، تفاصيل قضية فساد كبيرة في مدينة نيوم السعودية، حيث كتب “هناك فساد كبير في عملية تشجير قصور نيوم، حيث تصل تكلفة الشجرة الواحدة إلى عشرة آلاف ريال، في حين تكلفتها الحقيقية بين ألف إلى ألفين فقط، كما أن مصروف مياه سقي الأشجار إضافة إلى رواتب موظفي تنسيق الأشجار تتجاوز ٥٠ مليون ريال شهرياً”.
والمشروع هو عبارة عن منطقة خاصة تقع شمال غرب المملكة، ويشمل أراض داخل الحدود المصرية والأردنية بمساحة إجمالية تصل إلى أكثر من 26 ألف كيلومتر مربع.
وقد وعد بن سلمان بإنشاء 12 مدينة حديثة بمقاييس عالمية في إطار نيوم الذي وصفه بالمشروع ذي الفرص الخيالية. وعند إطلاقه المشروع عام 2017، تعهد ولي العهد بأن تكون أولى هذه المدن (ريفيرا) جاهزة بحلول عام 2020، وأن يتم الانتهاء من بقية المدن الأخرى في السنوات الخمس اللاحقة.
وأظهرت صور للأقمار الصناعية نشرتها الجزيرة في مايو/أيار الماضي، أن نحو 4 آلاف وحدة سكنية سيكون مصيرها الزوال ضمن القرى الثماني التي سيقوم مشروع الحلم لولي العهد السعودي على أنقاضها، فضلا عن تدمير مساحات زراعية شاسعة جدا.
أضيف بتاريخ :2021/06/13