#تقرير_خاص : على وشك الخلاف.. أجواء متوترة بين #السعودية و #إثيوبيا بسبب "سد النهضة"
محمد الفرج...
دخلت السعودية على خط أزمة سد النهضة الإثيوبي معلنة دعمها للحقوق المائية لكل من مصر والسودان، مما تسبب في تصاعد أجواء التوتر بين السعودية وإثيوبيا.
أجواء التوتر هذه كانت قد بدأت في يونيو/حزيران الماضي، عندما عاد 40 ألفًا من العمالة الوافدة الإثيوبية في السعودية إلى وطنهم بعد أن واجهوا "سياسة سعودية عدائية" تجاه العمال الإثيوبيين.
لماذا انحازت السعودية لمصر؟
هناك عاملان يفسّران استعداد المملكة لتقويض علاقتها بإثيوبيا من خلال دعمها العلني لمصر والسودان في نزاع سد النهضة.
أولا، يتماشى هذا الموقف مع مبدأ السعودية الأوسع للتضامن العربي خلال أزمات الأمن الإقليمي، وثانيا، سيعزز دور أكثر حزمًا للمملكة في نزاع السد وضعها كضامن للأمن في البحر الأحمر.
وبالرغم أن السعودية أصبحت قائدة لمجلس الدول المطلة على البحر الأحمر في يناير/كانون الثاني 2020، فقد لعبت دورا محدودا في معالجة النزاع المصري الإثيوبي، مما زاد من زعزعة استقرار المنطقة بأكملها.
وفي مقابل تراجع الدور السعودي، فقد حاولت الإمارات التوسط بين مصر والسودان وإثيوبيا، كما استضافت قطر مؤخرا اجتماعا لجامعة الدول العربية بشأن نزاع السد.
من خلال تصريحاتها الأخيرة، ربما تأمل المملكة أن تتفوق على قطر كداعمة للتضامن العربي في نزاع السد، وفي نفس الوقت تظهر أنها لم تعد تفوض أمن البحر الأحمر إلى الإمارات.
وبالرغم أن الدور الدبلوماسي السعودي الموسع في مسألة السد مفيد لمكانتها، إلا إنه من غير المرجح أن تحاكي الرياض جهود الوساطة الخاصة بالإمارات.
فيما تعارض إثيوبيا بقوة جهود السعودية لإشراك جامعة الدول العربية في أزمة السد، حيث إنها تعتقد أن نزاع السد هو قضية فنية لا ينبغي تدويلها.
وبالرغم من الخطابات اللاذعة التي رافقت الخلاف السعودي الإثيوبي بشأن السد، فمن غير المرجح أن يحدث اضطراب طويل الأجل للعلاقات السعودية الإثيوبية.
حيث كانت أول رحلة لرئيس الوزراء الإثيوبي "أبي أحمد" خارج إفريقيا إلى السعودية في مايو/أيار 2018، كما تسارعت وتيرة الاستثمارات السعودية في قطاعات التصنيع والسياحة والطاقة منذ تولي "أبي أحمد" السلطة.
ويشير تاريخ العلاقات السعودية الإثيوبية إلى قدرة على كبح التوترات بين البلدين، وبالرغم أن السعودية اصطفت مع مصر لكنها لم تضغط بشكل حاسم على إثيوبيا لوقف ملء السد.
لكن يمكن القول إنه مع اقتراب الذكرى السنوية الثالثة لاتفاق السلام الذي عقد في جدة بين إثيوبيا وإريتريا، فإن العلاقات السعودية الإثيوبية تواجه أصعب لحظاتها في عهد "أبي أحمد"، وفي حين أن الخلافات حول السد ومعاملة العمال المهاجرين الإثيوبيين ستستمر، إلا إنه من المرجح أن تقوم السعودية وإثيوبيا بتنحية خلافاتهما والحفاظ على التعاون في الأشهر المقبلة.
أضيف بتاريخ :2021/07/20