#تقرير_خاص : هل تصبح #أمريكا صديقة لطالبان؟
محمد الفرج...
مر ما يزيد قليلاً عن 3 عقود منذ طُرد الاتحاد السوفيتي من أفغانستان، في لحظة إذلال تاريخية. وبعد 32 عامًا، واجهت الولايات المتحدة نفس المصير.
وبرزت نفس القصة في كلتا الحالتين؛ قوة عظمى عالمية هزمها مجموعات من القرويين في واحدة من أفقر دول العالم.
هذه لحظة تاريخية عالمية، تثير سؤالين بالغي الأهمية، يتعلق الأول بأفغانستان نفسها؛ فهل ستغرق في حرب أهلية كما حدث بعد انهيار الحكم السوفيتي؟، ويتعلق الثاني بالولايات المتحدة، فهل سيكون انتصار "طالبان" بمثابة نهاية لهيمنة الولايات المتحدة العالمية؟، هناك أسباب للاعتقاد بأن إجابة هذا السؤال هي "نعم".
نبدأ بالخطر الأكثر إلحاحًا، والمتمثل في عودة الحرب الأهلية، وبالرغم من أن هذا السيناريو محتمل، لكن هناك أسبابًا تجعلنا نأمل بعدم حدوث ذلك، أولاً، حيث عانت أفغانستان من أكثر من 40 عامًا من الصراع منذ الغزو السوفيتي عام 1979، ويتوق معظم الناس إلى حياة هادئة، وبالفعل فإن الأفغان متعبون من الحرب أكثر من غيرهم.
أما بالنسبة لمستقبل إمبراطورية الولايات المتحدة، التي كانت منذ عام 1945 تقريبًا القوة العالمية المهيمنة، فإن الإذلال الذي حدث الأسبوع الماضي يضع علامة استفهام كبيرة حول هذه الهيمنة، وقد يُنظر إلى ما حدث باعتباره نقطة تحول في تاريخ العالم.
هناك أسباب كثيرة للاعتقاد بصحة هذا الأمر؛ فالفشل في التنبؤ بمدى سرعة دخول "طالبان" إلى كابل يوضح (مرة أخرى!) عدم قدرة الأمريكيين على فهم دولة احتلوها لمدة 20 عامًا.
هذا الفشل الاستخباري العملاق سيخيف أصدقاء الولايات المتحدة ويشجع منافسيها، لكن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" يعلم أن الدولة التي يقودها فقدت الرغبة في التدخل العسكري، ومع إنه قد يتعرض للسخرية في العواصم الأجنبية وداخل وزارة الخارجية، إلا إنه محق في الاعتقاد بأن الناخبين الأمريكيين قد سئموا الحرب.
وقال "هنري كيسنجر" ذات مرة: "قد يكون خطراً أن يكون المرء عدواً لأمريكا، ولكن أن يكون صديقاً لأمريكا فهو أمر قاتل"، لم تكن مثل تلك العبارة أكثر صدقاً مما تبدو عليه اليوم.
أضيف بتاريخ :2021/08/24