#تقرير_خاص : صورة سياسية الأبعاد.. صلح أم إعادة اصطفاف؟
محمد الفرج..
شهد يوم 17 سبتمبر/أيلول الجاري "استعراضاً دبلوماسياً علنياً" جديداً على المنطقة عندما قام أحد مساعدي ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" بنشر صورة، عبر حسابه على "تويتر"، تظهر 3 سياسيين ذوي ثقل، وهم يقضون وقتاً على البحر الأحمر، ويرتدون ما يبدو أنها ملابس بحر.
ويظهر في الصورة مبتسما كل من "محمد بن سلمان"، الحاكم الفعلي للسعودية، والشيخ "طحنون بن زايد آل نهيان" مستشار الأمن القومي لدولة الإمارات، والشيخ "تميم بن حمد آل ثاني" أمير قطر.
يبدو أن التصاعد الدبلوماسي الأخير يدعم حجة المسؤولين بالمنطقة، إضافة إلى العديد من المراقبين الخارجيين، لا سيما في الولايات المتحدة، أنه إذا تراجعت واشنطن والقوى الأجنبية الأخرى ببساطة فإن حكومات الشرق الأوسط ستتقدم، وستقوم بدور أكثر فاعلية تجاه حل خلافاتها.
على سبيل المثال، وفقا لـ"تريتا بارسي"، من معهد "كوينسي للحكم الرشيد" بواشنطن، فإن حلفاء وشركاء الولايات المتحدة بالمنطقة، من دون الحواجز التي تأتي من ضمانات أمنية أمريكية مفتوحة، يختارون التفاوض مع خصومهم، بدلا من السعي وراء أجندات متطرفة وإشعال فتيل النزاعات المسلحة.
من غير الواقعي أن نعتقد أن الحوار بحد ذاته سينهي الخلافات الرئيسية التي تفرق بين اللاعبين الإقليميين، الذين كانوا أهم محركات الصراع وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط الكبير.
فقد انتهى الخلاف بين دول مجلس التعاون الخليجي في يناير/كانون الثاني 2021؛ حيث تمت استعادة العلاقات رسميا بين قطر ومنتقديها البارزين، السعودية والإمارات وكانت صورة "بن سلمان" و"طحنون" و"تميم" دليلا على هذا الذوبان في الخلاف، لكن لن يتحقق التقارب الحقيقي إلا عندما تعيد أقوى الحكومات في المنطقة تقييم بعض مصالحها غير المتوافقة حاليا.
في الواقع، تعد الدبلوماسية الجارية، في أغلبها، نوعا من المناورة وإعادة الاصطفاف من أجل مزيد من الصراع، فدول مجلس التعاون الخليجي غارقة في شراء السلاح، وأغلبه من الولايات المتحدة، وتبحث عن طرق لمواجهة إيران؛ والتوجه الأخير كان عاملًا رئيسيًا في حل الخلاف الخليجي، والدخول في شراكة مفتوحة مع "إسرائيل".
أضيف بتاريخ :2021/09/25