#تقرير_خاص : هل تملأ #الصين مكان #أمريكا في دول الخليج؟
محمد الفرج....
يبدو أن الانفراجة الأخيرة في العلاقات بين تركيا ودول الخليج كانت مفيدة للاعب غير متوقع وهو الصين التي لديها الآن القدرة على لعب دور فعال في تطوير العلاقات التركية الخليجية.
ونظرًا لموقعها في النظام الدولي وقدرتها على تقديم بدائل جديدة لدول المنطقة، فقد جرى التركيز على الصين في أي تحليل حول ديناميكيات الشرق الأوسط، لا سيما في الوقت الذي يتم فيه اختبار الإطار الأساسي للعلاقات الدولية في الشرق الأوسط.
وبينما لعبت الولايات المتحدة دوراً حاسماً في الأزمة الخليجية عام 2017، والتي أثرت على العلاقات التركية الخليجية، امتنعت الصين، وهي لاعب عالمي آخر له مصالح كبيرة في المنطقة، عن التدخل في هذا النزاع.
ومن خلال عرض العمل كوسيط، في الأزمة، وضعت الصين نفسها على كطرف خارجي محايد يمكن لجميع الأطراف الاستفادة من التفاعل معه. ومع ذلك، فإن السياسات الحازمة لأمريكا في المنطقة وانخراطها العميق في الأزمات الإقليمية أثرت سلبًا على المصالح الاقتصادية والأمنية للصين في الشرق الأوسط.
ومن أجل الحفاظ على مصالحها، بدأت بكين في تعميق علاقاتها مع تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي، وكلهم حلفاء تقليديون للولايات المتحدة.
ومع بدء جهود التقارب بين تركيا ودول الخليج، شرع وزير الخارجية الصيني "وانج يي" في جولة شملت 6 دول في الشرق الأوسط في نهاية مارس/آذار بهدف توسيع دائرة النفوذ الصيني في هذه الدول وتعزيز التزام بكين تجاه واستقرار المنطقة وأمنها.
وشملت الزيارة تركيا وإيران و4 دول من دول مجلس التعاون الخليجي وهي السعودية والإمارات والبحرين وعمان، وتلعب كل هذه الدول دورًا مهمًا في المصالح الاقتصادية الدولية للصين، بما في ذلك "مبادرة الحزام والطريق"، ويعتبر استقرار العلاقات بين هذه الدول ضرورة للمصالح الصينية.
كانت الزيارة مهمة من حيث توقيتها ومن حيث الرسائل التي نقلتها، فضلاً عن آفاق الدور المستقبلي للصين في العلاقات التركية الخليجية.
ومن المثير للاهتمام أن توقيت الزيارة تزامن مع الأشهر القليلة الأولى لدخول "جو بايدن" البيت الأبيض وبداية مناخ المصالحة في المنطقة. وقد أوضحت الإدارة الأمريكية الجديدة أنها ستعطي الأولوية لآسيا وفيما ستدفع باتجاه الدبلوماسية في الشرق الأوسط على عكس الإدارة السابقة التي عمقت التزاماتها بالشراكات التاريخية في المنطقة.
وقد أرسل الانسحاب الأمريكي من أفغانستان إشارة إلى دول المنطقة مفادها أن الولايات المتحدة تنفصل عن الصراعات الإقليمية لأنها تتجه نحو آسيا. من ناحية أخرى، أظهرت الصين وجودها بشكل متزايد في المنطقة، وكانت جولة "وانج" في عواصم المنطقة مؤشرًا واضحًا في هذا الاتجاه.
وسيكون من المبالغة القول بأن الصين ستملأ مكان أمريكا. ومع ذلك، من الآمن القول إن تراجع مكانة أمريكا في المنطقة، بالإضافة إلى علاقات واشنطن المتوترة مع تركيا وبعض دول مجلس التعاون الخليجي، قد خلق فرصة للصين لتطوير علاقة متعددة الأوجه مع تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي.
أضيف بتاريخ :2021/10/18