#تقرير_خاص : #السعودية في مرحلة انتقالية.. نجاحها مصلحة للولايات المتحدة
رائد الماجد...
تمر المملكة العربية السعودية بمرحلة انتقالية، اقتصادياً واجتماعياً، وللولايات المتحدة الأمريكية مصلحة في نجاحها في كل من الأمرين.
يرى مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن "جون ب.ألترمان" أن العلاقات السعودية الأمريكية أشبه بلغز تتداخل فيه المصالح المشتركة مع الاختلاف العميق في القيم وتعريف دور الدولة.
فرغم أن لكل من البلدين تاريخ طويل في الاعتقاد بلعب دور فريد في مشيئة الله للعالم، إلا أن دور كل منهما كانت مختلفة بشكل كبير، إذ ظل النظام الأمريكي مبنيًا على الفصل بين الكنيسة والدولة، مع تكريس حرية الدين في الدستور، بينما ينص القانون الأساسي للسعودية على أن الإسلام هو دين المملكة، وأن "القرآن الكريم وسنة النبي" هو دستورها.
وإزاء ذلك فإن التوقعات بشأن مستقبل تكون فيه السعودية وأمريكيا "شريكين" تبدو غير مرجحة، حسبما يرى "ألترمان"، الذي أشار إلى وجود جيوب من "السعوديين المتأمركين" في مجتمع المملكة، وإلى تبني القيادة السعودية لانفتاح اجتماعي غير مسبوق، لكن ذلك بدا غير كاف لاهتمام الإدارة الأمريكية الحالية، برئاسة "جو بايدن".
إضافة لذلك، فإن إدارة "بايدن" راضية عن نتائج سياستها تجاه المملكة، والتي دفعت القيادة السعودية لإنهاء الحرب في اليمن، وبدء حوار مع إيران في محاولة للحد من التوترات الإقليمية، إضافة إلى إطلاق سراح العديد من المدافعين عن حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة بشكل خاص خلال الآونة الأخيرة.
لكن يبدو أن السعوديين، في المقابل، أقل رضا، إذ يشعرون أن فريق "بايدن" لم يقدم سوى القليل للمملكة، كما يعبرون عن دهشتهم من عدم اكتراث الإدارة الأمريكية بالتحول العميق الذي يجري في المملكة بسرعة فائقة، اجتماعيا واقتصاديا، كما لم يحدث من قبل في تاريخ البلاد، بحسب "ألترمان".
لكن، هل سيأتي وقت تفسر فيه القيادة السعودية عدم اهتمام الإدارة الأمريكية باعتباره موقفا دائما وتتصرف وفقًا لذلك، علماً أن العديد من الأمريكيين "يرحبون" بذلك.
مستقبل العلاقة الأمريكية السعودية بات أكثر غموضاً، وهو ما يدركه السعوديون جيدا، ولذا يحاولون بقوة تغيير المملكة لمواجهة تحديات القرن الجديد (عبر التحول الاقتصادي والاجتماعي).
لكن بعض الأمريكيين يرون أنه لا مصلحة لبلادهم في نجاح السعودية بخطة التحول تلك، فعندما يحدث تحول الطاقة وينتهي وقت ثروة النفط، لن تكون الولايات المتحدة بحاجة إلى معظم دول الشرق الأوسط.
السعودية ليست المستهدف الوحيد لإعادة التوجيه تلك، لكنها من أهم الدول المستهدفة، لما للسعوديين من نفوذ واسع في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وقيادة جادة في التغيير، ورغم تحول الآراء بشأن القيادة السعودية، وتحديدا ولي عهد المملكة "محمد بن سلمان" بعد جريمة اغتيال الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي" وملاحقة عديد المعارضين الآخرين والحرب المدمرة في اليمن، إلا أن التغيير الجاري في السعودية يدور حول ما هو أبعد من القيادة، حيث الشباب المتحمس لإعادة تعريف بلدهم ودوره في العالم، حسبما يؤكد "ألترمان".
وفي النهاية فإن نجاح التحول السعودي يمثل مصلحة للولايات المتحدة، التي لا يمكنها تشكيل دول أخرى على صورتها، لكن يمكنها بالتأكيد أن تشاركها تعزيز دوافعها الإيجابية وتثبيط مغامراتها المتهورة.
أضيف بتاريخ :2021/10/24