محمد الفرج...

أشعلت تصريحات أطلقها وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي حول اليمن، أزمة سياسية لبلاده مع دول الخليج، إذ استدعت السعودية السفير اللبناني لدى الرياض وسلمته مذكرة احتجاج رسمية على تصريحات الوزير التي اعتبرتها إساءة لجهود "التحالف السعودي" الذي أسفر عن مئات الضحايا بفعل قصف السعودية وحلفاءها لليمن.

كما استدعت أيضاً وزارة الخارجية الكويتية، القائم بالأعمال اللبناني للاحتجاج على تصريحات الوزير قرداحي بخصوص الحرب في اليمن، وأكدت استنكارها ورفضها لهذه التصريحات.

أيضاً، استدعت وزارة الخارجية البحرينية السفير اللبناني بالمنامة، وسلمته مذكرة احتجاج، عبرت فيها عن "استنكار" بلادها الشديد للتصريحات التي أدلى بها وزير الإعلام اللبناني تجاه السعودية والإمارات.

كما استنكرت الإمارات، التصريحات التي أدلى بها "قرداحي" حول "التحالف السعودي" وما يرتكبه في اليمن، واستدعت السفير اللبناني في أبو ظبي، وأبلغته احتجاجها.

بدوره، عبّر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف فلاح الحجرف، عن رفضه التام جملة وتفصيلاً لهذه التصريحات التي وصفها بحسب زعمه أنه «تعكس فهماً قاصراً وقراءة سطحية للأحداث في اليمن».

بدوره، سارع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إلى محاولة احتواء الموقف، فأعلن رفضه لما تحدث به وزير الإعلام، مشدداً على أن تلك التصريحات لا تعبر عن موقف الحكومة اللبنانية «الحريصة على أطيب العلاقات مع الدول العربية والخليجية، وإدانة أي تدخل في شؤونها»، حسب بيان أصدره.

توتر العلاقات السعودية اللبنانية: 

أزمة بعد أزمة، سجالات، وخصومة ظاهرة مبطنة، هكذا هي العلاقات اللبنانية السعودية، ولعل ما أدلى به قرداحي كان الصيد الثمين لإظهار هذه العداوة.

لطالما شكلت السعودية رئة اقتصادية للبنان٬ وهي اليوم تستخدم هذا النفوذ الاقتصادي والمالي لزيادة الخناق على لبنان المفلس.

لم تتوقف السعودية عن دعم كثير من المبادرات المالية لمساعدة لبنان فقط٬ بل إنها ذهبت حدَّ إقفال معابرها أمام المنتوجات الزراعية اللبنانية بعد إعلانها كشف عمليات تهريب لحبوب الكبتاغون المخدرة داخل هذه المنتجات إلى بلادها.

غير أنه وبالرغم من كل محاولات لبنان احتواء الجفاء والغضب السعودي٬ فإن خطواته كثيرا ما تتعثر كل مرة، لسبب او لآخر، فقبل خمسة أشهر اضطر وزير الخارجية وقتذاك شربل وهبة للاستقالة، بعد أن استُفز في مقابلة تلفزيونية ووصف السعوديين بالبدو بطريقة تحمل نبرة دونية، واليوم٬ جاءت تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي لتُلهب العلاقات مجدداً.