#تقرير_خاص : #الرياض تتراجع بعد التودد لـ #دمشق
محمد الفرج...
بعد التودد الذي أبدته مؤخراً الإدارة السعودية إزاء سوريا، والتسريبات التي أكدت رغبة الرياض بالتقارب من دمشق، أعلن وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، أن التقارب مع الدولة السورية قد يسهم في دفع المسار السياسي إلى الأمام، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن بلاده لا تفكر في الوقت الحالي في التعامل مع الدولة السورية، وذلك خلال لقاء أجراه أمس الاثنين مع قناة “CNBC” الأمريكية.
وقال فرحان: "إنه من المنطقي أن يكون لبعض الدول سياسة منهجية مختلفة في تعاملاتها مع الدول الأخرى"، موضحاً بأن تقاربها مع الدولة السورية قد يسهم في دفع المسار السياسي إلى الأمام.
وأضاف أن بلاده مستمرة بدعم العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف، وتبحث عن طرق أفضل مع الدول الإقليمية يمكنها أن تدفع المسار السياسي إلى الأمام.
ويأتي تصريح فرحان بالتزامن مع تحركات على الصعيد الديبلوماسي تُبدي تغيرات في الموقف السعودي من سوريا، حيث وصل في أيار الفائت وزير السياحة السوري محمد رامي رضوان مرتيني، برفقة وفد وزاري إلى العاصمة السعودية الرياض للمشاركة في اجتماع تعقده منظمة السياحة العالمية للشرق الأوسط، في زيارة هي الأولى لمسؤول سوري إلى السعودية، يجريها بصفة وزير منذ بدء الحرب على سوريا.
وإلى جانب التسريبات التي تنتشر في وسائل الإعلام الأجنبية والخليجية، سبق أن نقل موقع "الخليج أون لاين" عن مصادره أن السعودية ترغب بالمشاركة في عملية إعادة الإعمار في سوريا، كما سبق أن نقلت قناة "الجزيرة" عن مسؤول معارض مقرّب من الخارجية السعودية ومديرية المخابرات العامة (GID) قوله: "إن المزاج السياسي داخل آل سعود قد تغير، والعديد من كبار أفراد العائلة المالكة، ولا سيما محمد بن سلمان باتوا حريصين على إعادة الانخراط مع الدولة السورية".
وكذلك نقلت عن مصدر مقرّب من الخارجية السورية قوله: "إن محمد بن سلمان أمر فريقه بطمأنة سوريا بأنه لا يريد تغيير الدولة السورية وأن سوريا كدولة عربية شقيقة يجب أن تكون بطبيعة الحال قريبة من السعودية".
وتعقيباً على هذه التسريبات، وعلى التقرب الذي تبديه الدول من سوريا، نقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية عن محلل إماراتي قوله: "إن السعودية بالتحديد تنتظر لفتة من دمشق كتقديم تنازلات معينة".
وحول هذه التنازلات، أوضح المصدر المقرب من الخارجية السعودية أن " المسؤولين السعوديين أوضحوا للحكومة السورية أنهم يريدون إعادة تطبيع العلاقات، لكن أي دعم لسوريا في المجال الدبلوماسي يجب أن يسبقه إشارات أن الدولة السورية أنها جادة في تقليص الوجود الإيراني في دمشق"، في حين أشار المصدر إلى أنه فيما بعد "يبدو أن السعوديين قبلوا الآن هذه الحقيقة الاستراتيجية، وعرضوا على الحكومة السورية شيئًا من التسوية بشأن الوجود الإيراني" وذلك بعدما رفضت دمشق تقديم تنازلات والاستماع لإملاءات خارجية لإحداث تغييرات بعلاقاتها الخارجية،
يشار إلى أن المسؤولين السوريين يؤكدون باستمرار على أنهم لن يتخلوا عن تحالفهم مع إيران، حيث سبق أن قال الرئيس بشار الأسد، خلال لقاء تلفزيوني: "تحالفنا مع إيران عمره الآن ثلاثة عقود ونصف، فما هو الجديد عندما نكون مع إيران نحن في الأساس علاقتنا قوية ونحن حلفاء، نحن مع إيران وإيران مع سوريا في مفاصل مختلفة. عندما كانت الحرب الظالمة على إيران (مع العراق) كنا معها واليوم في الحرب الظالمة على سوريا إيران معنا".
أضيف بتاريخ :2021/11/03