محمد الفرج...

استقبل الرئيس السوري بشار الأسد، أمس الثلاثاء، وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد في أول زيارة من نوعها منذ بدء الأزمة السورية قبل أكثر من 10 سنوات.

وتعكس الزيارة التحسن الذي طرأ على العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة، والذي كان من أبرز ملامحه إعادة الإمارات عمل بعثتها الدبلوماسية بدمشق في ديسمبر/ كانون الأول 2018، بعد نحو 7 سنوات من إغلاقها، مع مقاطعة الدول العربية للنظام السوري.

تحسن العلاقات تدريجياً:

في 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تلقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية اتصالا هاتفيا من الأسد، بحثا خلاله "علاقات البلدين الشقيقين وسبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات لما فيه مصالحهما المتبادلة، كما تناول الاتصال تطورات الأوضاع في سوريا و منطقة الشرق الأوسط إضافة إلى مجمل القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك"، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية "وام".

وكان القائم بأعمال دولة الإمارات في دمشق، المستشار عبد الحكيم إبراهيم النعيمي، قال في ديسمبر / كانون الأول 2019 إن العلاقات بين بلاده وسوريا "متينة ومتميزة وقوية"، خلال حفل استقبال بمناسبة العيد الوطني للإمارات العربية في سفارتها بدمشق، حسبما أوردت وكالة الأنباء السورية (سانا). وأعرب النعيمي عن أمله في أن "يسود الأمن والأمان والاستقرار ربوع الجمهورية العربية السورية تحت القيادة الحكيمة لفخامة الدكتور الرئيس بشار الأسد".

وقال نائب وزير الخارجية السوري آنذاك، فيصل المقداد، إن سوريا "لن تنسى أن الإمارات وقفت إلى جانبها في حربها على الإرهاب وتم التعبير عن ذلك من خلال استقبال الإمارات للسوريين الذين اختاروها حتى تنتهي الحرب الإرهابية على بلادهم ونأمل عودتهم إلى وطنهم".

وعلى الصعيد الاقتصادي، تعد الإمارات من أهم الشركاء التجاريين لسوريا على المستوى العالمي وتحتل المرتبة الأولى عربياً والثالثة عالمياً، وتستحوذ على ما يتجاوز نسبته %14 من تجارة سوريا الخارجية، وبلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي خلال العام الماضي 2020 نحو 2.6 مليار درهم، خلال النصف الأول من العام الجاري 2021 نحو مليار درهم فيما تجاوزت قيمة الاستثمار السوري المباشر في دولة الإمارات 1.5 مليار درهم بنهاية 2019، بحسب تصريحات عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد الإماراتي خلال لقائه بمحمد سامر خليل وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري على هامش معرض "إكسبو 2020 دبي".

وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا"، في 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 إن وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية السورية أصدرت قراراً يقضي بتشكيل مجلس الأعمال السوري الإماراتي بهدف تفعيل دور القطاع الخاص في تطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين بكل مجالاته التجارية والصناعية والزراعية والسياحية.

وأضافت أن القرار جاء خطوة تنفيذية لما اتفق عليه أثناء اللقاء الذي جمع وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري مع وزير الاقتصاد الإماراتي على هامش افتتاح الجناح السوري في معرض إكسبو دبي 2020.

دلالة زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى دمشق: 
الزيارة أنها تشكل أحد مؤشرات التغييرات التدريجية التي بدأت مؤخرا للانتقال إلى مرحلة جديدة من الانفتاح على دمشق، وعودة سوريا إلى دورها الإقليمي والدولي.

يمكن القول بشكل عام إن هناك إعادة تقييم شامل على الصعيد العربي لواقع العلاقة مع سوريا، خاصة بعد انكشاف كثير من الأرواق حول طبيعة الحرب عليها وانكشاف واقع الإرهاب، خاصة أن دمشق تعتبر نقطة توازن أساسية في المنطقة وفي العلاقات الدولية.