#تقرير_خاص : ما الذي يخفيه ابن سلمان خلف "أوكساچون"؟
رائد الماجد....
أعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أمس الثلاثاء، عن إنشاء مدينة نيوم الصناعية "أوكساچون" التي تعهد أكبر تجمع صناعي عائم في العالم على حد قوله.
ابن سلمان، الذي يشغل أيضا منصب رئيس مجلس إدارة شركة نيوم، اعتبر أن أوكساچون ستشارك في دعم المملكة في مجال التجارة الإقليمية، إضافة إلى دعم تدفقات التجارة العالمية في المنطقة.
وتحتل "أوكساچون" منطقة كبيرة في الركن الجنوبي الغربي من نيوم، وتتركز البيئة الحضرية الأساسية حول الميناء المتكامل ومركز الخدمات اللوجستية الذي سيضم غالبية سكان المدينة الصناعية.
كلمة "أوكساچون" مقسمة لجزأين، الأول "أوكس" يشير إلى "الأكسجين"، فيما تمثل "چون" الشكل المُثمَن واختيار "أوكساچون" يعد بمثابة رسالة من المملكة للعالم، حول اهتمامها بالبيئة والذي يعد الأكسجين أساسا لنظافتها، بحسب الرئيس التنفيذي لمدينة "نيوم"، نظمي النصر، لكن ما السر الذي تخفيه "نيوم" وراء كل هذا الأوكسجين؟
توقف كثير من وسائل الإعلام والمحللين عند الرفض الذي يلاقيه مشروع ولي العهد السعودي مدينة “نيوم” السياحية الكبرى على ساحل البحر الأحمر بتكلفة 500 مليار يورو.
قدم مصممو المدينة التصور على أنها مدينة ضخمة خضراء وحديثة للغاية: سيتم التنقل فيها عبر سيارات الأجرة الطائرة، وتوفير المدرسة من خلال تقنية الهولوغرام، وضبط درجة الحرارة بفضل نظام الاستمطار السحابي، مما يؤدي إلى هطول الأمطار على فترات منتظمة، وسيكون لنيوم وضع خارج الحدود الإقليمية، مما سيسمح لسكانها بتحرير أنفسهم من التشدد السعودي وارتداء الملابس كما يريدون أو حتى استهلاك الكحول.
وبالحديث عن قبيلة الحويطات التي تم تهجيرها لبناء هذا المشروع، والتي رفضت هذا المشروع، ليس لأنها ضد هذا المشروع في حد ذاته ولا ضد التحديث على الإطلاق لكن ما لا يعترفون به هو أنه في اليوم الذي تقرر فيه الدولة أخيرا الاستثمار في منطقتهم، يُطلب منهم المغادرة، وذاك هو الأمر غير المقبول بالنسبة لهم.
كما حملة النظام السعودي ضد قبيلة الحويطات هي دليل على أن أولوية محمد بن سلمان ليس فيروس كورونا ولا صحة شعبه؛ بل إن أولويته القصوى هي تجهيز الأرض للاستعمار الصهيوني والمراقص والفجور، في إشارة إلى قرب نيوم من "إسرائيل"؛ حيث تأمل شركات التكنولوجيا الفائقة في تل أبيب في أن يسمح التقارب المستمر بين بلادهم والسعودية بالحصول على حصة من هذه الكعكة الشهية للغاية.
رغم استمرار الرفض القبلي المحلي لمشروع نيوم، إلا أن التهديد الرئيسي الذي يواجهه هذا المشروع يأتيه من الأزمتين الصحية والنفطية المتشابكتين، واللتين تهزان المملكة، حيث سيتعين على بن سلمان خفض الإنفاق العام وربما تعليق أو إبطاء بعض مشاريعه الرئيسية، مع انخفاض أسعار النفط وركود عالمي في الأفق، وعليه، فإنه مع الحويطات أو بدونهم، فإنه ليس هناك ما يضمن مستقبلا لمدينة المستقبل نيوم.
ايضاً، سبق وكشف حساب “العهد الجديد”، تفاصيل قضية فساد كبيرة في مدينة نيوم السعودية، حيث كتب “هناك فساد كبير في عملية تشجير قصور نيوم، حيث تصل تكلفة الشجرة الواحدة إلى عشرة آلاف ريال، في حين تكلفتها الحقيقية بين ألف إلى ألفين فقط، كما أن مصروف مياه سقي الأشجار إضافة إلى رواتب موظفي تنسيق الأشجار تتجاوز ٥٠ مليون ريال شهرياً”.
وأظهرت صور للأقمار الصناعية نشرتها الجزيرة في مايو/أيار الماضي، أن نحو 4 آلاف وحدة سكنية سيكون مصيرها الزوال ضمن القرى الثماني التي سيقوم مشروع الحلم لولي العهد السعودي على أنقاضها، فضلا عن تدمير مساحات زراعية شاسعة جدا، ويبقى الموضوع اليوم أمام المجتمع الدولي وكيف سيتم ضمان حقوق المهجرين من أرض "نيوم"؟
أضيف بتاريخ :2021/11/17