#تقرير_خاص : "كسر الحصار الثالثة".. والآتي أعظم
محمد الفرج...
دخلت القوات اليمنيّة العام الثامن للحرب التي تقودها السعودية بتطوّر عسكري وتقني نوعي ولافت، إذ تعكس كثافة الضربات التي تستهدف العمق السعودي، دقّة الصواريخ اليمنيّة المستخدمة، خاصّة وأنها تخترق المنظومات الدفاعيّة السعودية.
يوم أمس الجمعة 25 مارس/ آذار، نفّذت القوّات اليمنيّة المسلّحة عملية “كسر الحصار الثالثة” التي استهدفت منشآت نفطيّة في جدّة وأخرى حيويّة في العاصمة السعودية الرياض، إلى جانب منشآت أخرى في جيزان ونجران وظهران.
اللافت في عمليّة “كسر الحصار الثالثة” أن السلطات السعودية أعلنت تعرّض منشآتها إلى ضربة عسكريّة على الفور، وفي وقت لاحق أبدت عدم تحمّلها مسؤوليّة نقص إمدادات النفط في السوق النفطيّة التي قد تنتج عن الهجمات اليمنية، خلافاً للمرات السابقة التي لم تعلّق بها السلطات السعودية على الضربات اليمنية أو زعمت نشوب حريق في المنشأة المستهدفة، وهو ما يدلّ على الأضرار الهائلة التي تسبّبت بها الضربات، الأمر الذي دفع الرياض إلى إعلانها.
في تفاصيل العمليّة اليمنيّة، أعلن المتحدث باسم القوات اليمنيّة المسلّحة العميد يحيى سريع أن قوات الجيش واللجان الشعبية نفّذت عمليّةَ كسر الحصار الثالثة بدفعات من الصواريخ الباليستيّة والمجنّحة وسلاح الجو المسيّر ، ردّاً على استمرار الحصار الظالم على اليمن وتدشيناً للعام الثامن من الصمود.
العميد سريع أوضح أن العملية نُفّذت على دفعات، وقد استهدفت “منشآت أرامكو في جدّة ومنشآت حيويّة في عاصمة العدو السعودي الرياض بدفعة من الصواريخ المجنحة”، كذلك استهدفت “مصفاة رأس التنورة ومصفاة رابغ النفطية بأعدادٍ كبيرةٍ من الطائرات المسيرة، بالإضافة إلى استهداف أرامكو جيزان ونجران بأعدادٍ كبيرةٍ من الطائرات المسيرة” وجرى “استهداف أهدافٍ حيويةٍ وهامةٍ في مناطق جيزان وظهران الجنوب وأبها وخميس مشيط بإعدادٍ كبيرةٍ من الصواريخ الباليستية”.
وتوعّد العميد سريع تنفيذ القوات المسلّحة المزيد من الضربات النوعية ضمن بنك أهداف كسر الحصار، مؤكداً أنها “لن تتردّد في توسيع عملياتها العسكريّة حتى وقف العدوان ورفع الحصار”.
أما في ما يخصّ إمدادات الطاقة، فقد نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس” عن مصدر مسؤول في وزارة الطاقة السعودية قوله يوم أمس الجمعة إن: “السعودية” لن تتحمّل المسؤولية عن نقص إمدادات النفط في الأسواق العالمية الناجم عن هجمات أنصار الله على منشآتها النفطية"، وأورد المصدر أن “محطتين لتوزيع المنتجات البترولية في جدة وجازان تعرضتا لهجمات بالصواريخ يوم الجمعة، ولم تخلف الهجمات إصابات أو وفيات” مضيفاً بحسب رأيه أن هذه الهجمات “لا تستهدف المملكة وحدها فحسب، وإنما تستهدف زعزعة أمن واستقرار إمدادات الطاقة في العالم، وبالتالي التأثير سلبا في الاقتصاد العالمي”.
إلى ذلك، ارتفعت أسعار النفط بعد عملية “كسر الحصار الثالثة” على منشآت أرامكو النفطية السعودية، زكذلك ارتفع خام برنت إلى 120.65 دولاراً للبرميل، وخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 113.9 دولاراً.
يأتي ذلك بعد تصريح مصدر آخر في وزارة الخارجية السعودية حذّر فيه من أن آثار الهجمات اليمنية التي تهدّد قطاعات إنتاج النفط السعودية، وقال: “إن الهجمات التي تتعرّض لها مواقع إنتاج البترول والغاز ومشتقاتهما من قبل الحوثيين تترتب عليها آثار وخيمة على قطاعات الإنتاج والمعالجة والتكرير، وسوف يفضي ذلك إلى التأثير على قدرة المملكة الإنتاجية وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها"، الأمر الذي يهدد أمن واستقرار إمدادات الطاقة إلى الأسواق العالميّة.
أضيف بتاريخ :2022/03/26