#تقرير_خاص : #ابن_سلمان في متاهة ملاحقة معارضيه: "من لم يمت.. لن يفلت"
رائد الماجد...
يحاول ابن سلمان تحوير هوية المجتمع، بهدف تغيير مصدر شرعيّة الحُكم لكنه فشل حتى الآن في التخلُّص من النافذين في الأسرة الحاكمة، كما لم يستطع إبعاد العناصر غير الموالية عن الدولة وهي مهمّة صعبة ثانية فشل بها.
إذ يقوم أساس حُكم ابن سلمان على نسف صيغة الإجماع أي أنه يَحكم ضدّ الأسرة لا باسمها ويركّز السلطات التي كانت موزّعة على أجنحتها المختلفة بيده وحده.
ولذلك ثمن باهظ، هو معارضة القسم الأكبر والأقوى تقليدياً داخل الأسرة له، الأمر الذي لا يُتوقَّع أن يختفي حتى بعد أن يتولّى العرش، وهذه تجربة جديدة بالكامل على السعودية لم تأخذ مداها بعد.
قد تكون هذه هي المرّة الأولى في تاريخ الدولة السعودية، التي يكون فيها إمساك أفراد الأسرة بالمناصب الرئيسة ضعيفاً إلى هذا الحدّ، وإذا وُجِدوا فوجودهم شكلي، ومِمَّن استغلّ آباؤهم الغياب القسري للكبار ليقدّموا أبناءهم إلى المناصب، ومن هؤلاء بندر بن سلطان وتركي الفيصل.
وعلى رغم المستوى العالي من القمع، فشل وليّ العهد حتى الآن في التخلّص من النافذين في الأسرة، وربّما أوضحت الخسارة التي لحقت به نتيجة اغتيال جمال خاشقجي، محدودية تأثير التصفية الجسدية على هذا المسار وكلفتها العالية.
فهؤلاء ليسوا متروكين تماماً كما قد يبدو. وعلى سبيل المثال، اغتنم الموفد الأميركي، بريت ماكغورك، زيارته للمملكة في شباط الماضي لبحث مسألة اليمن، ليطالب السلطات السعودية، بإطلاق سراح محمد بن نايف وأحمد بن عبد العزيز.
جديد عهد ابن سلمان أيضاً وجود معارضة قوية من خارج الأسرة لم تكن بهذه القوة سابقاً. فالنشطاء والمنشقّون عن السلطة في السجون وفي الخارج يتزايدون ويصبحون أقوى، ويتلقّون دعماً خارجياً، غربياً بالتحديد، إلّا أن الأعلى صوتاً والأكثر تأثيراً من بين هؤلاء، عدد من أبناء وأقارب رجال دين وناشطين وناشطات معتقلين أو ممنوعين من السفر.
وأبرز هؤلاء وأخطرهم على الإطلاق سعد الجبري، الذي كان وكيلاً لوزارة الداخلية بمرتبة وزير، واليد اليمنى لمحمد بن نايف، لكونه تحكّم بالملفّ الأمني للمملكة خلال عقدَين من الزمن. وقد أظهر الجبري شذرة من خزّان المعلومات الذي يملكه، حين كشف أن وليّ العهد خطّط لاغتيال الملك الراحل عبدالله.
وهو يخوض معركة قضائية طاحنة مع ابن سلمان في محاكم كندا والولايات المتحدة، بعد فشل محاولة الأخير اغتيال الأوّل على طريقة تصفية خاشقجي، واتّخاذه اثنين من أبنائه وصهره رهائن للضغط عليه، لكن ارتفاع صوت الجبري على الرغم من ذلك، يشير إلى محدودية قدرة ابن سلمان أيضاً على استخدام الرهائن في الضغط على أقاربهم.
بن سلمان ما زال في المتاهة، تجاوز عوائق كثيرة في رحلته لتولي العرش التي بدأت عام 2017، حين تسلّم ولاية العهد، لكن عقبات أخرى ما زالت تمثّل تحدّياً له، ولم يذللها بعد.
أضيف بتاريخ :2022/04/27