#تقرير_خاص : #السعودية تتصدر قائمة الدول العربية الأكثر إعداماً.. كيف سخرّت المال لتغطية كل هذه الجرائم؟
محمد الفرج...
تصدرت مصر والسعودية قائمة الدول العربية الأكثر تنفيذا لأحكام الإعدام في عام 2021، بحسب ما كشفت منظمة العفو الدولية "أمنستي"، الثلاثاء، في تقريرها السنوي عن حالات الإعدام حول العالم.
وبلغ عدد أحكام الإعدام المنفذة في العام الماضي 579 حالة في 18 دولة، بزيادة قدرها 20% عن الإجمالي المسجل لعام 2020، والتي سجلت حينها 483 حالة إعدام.
ووفق التقرير، احتلت مصر المرتبة الأولى بين الدول العربية لتطبيق أكبر عدد من أحكام الإعدام؛ بما لا يقل عن 83 حالة إعدام، ثم السعودية بـ65 حالة.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه، كيف أمكن المملكة السعودية أن تسخّر معادلة المال والقمع والفكر، في تجاوز واحدة من أعظم الجرائم الوحشية وقد تم تنفيذها بصورة رسمية جاهرت بها الدولة السعودية، عبر جهازها القضائي وسلطتها التنفيذية وإعلامها الصريح؟ ؟
شكّلت معادلة المال والقمع والفكر أداةً سعودية خارقة في احتواء الرفض الداخلي، كما التنديد الخارجي بالإعدامات الجماعية الأخيرة
سبق للنظام السعودي أن دخل في ورطة إعدام المعارض السياسي، جمال خاشقجي، وهو معارض سياسي ضمن بنية النظام ذاته، لكنه يحمل حق الإقامة الأميركية، كما الجنسية السعودية، وتم إعدامه بالتحايل في أرض تركية داخل قنصلية سعودية، فقامت الدنيا ولم تقعد إلا بعد فترة زمنية بعيدة، وضمن فاتورتَي حساب، مالية وسياسية، دفع فيهما ابن سلمان ثمناً باهظاً إلى مائدة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، المتعطش إلى المال الخليجي.
وسبق لهذا النظام أيضاً، أن تسبب بأزمة حادة مع إيران وبعض القوى الإقليمية، عقب إعدامه العالِم السعودي المعارض نمر النمر، بموجب تُهَم لا تتجاوز رأيه السياسي وانتماءه المذهبي، وهي أزمة ما زالت تبعاتها الثقيلة تلقي بظلالها على التصدع الإقليمي الراهن، برأسيه الإيراني والسعودي.
ربطُ الإعدامات بالضلال، وهو ما حرصت داخلية السعودية وجهازها الإعلامي على إبرازه، مثّل ما يشبه إبرة المخدّر، لكن الحقيقة المرة وراء هذه الإعدامات هي ضبطُ الداخل للذهاب نحو التحالف مع عدو الأمة التاريخي والمركزي "إسرائيل"، التي لم تعد عدواً وفق ابن سلمان، أو نحو دموية إضافية في اليمن، بما يلحقها من خراب اقتصادي في السعودية، والدليل على ذلك أنه ما يزال هناك خلف القضبان معتقلو رأي بالمئات، "تجاوزوا" خطوط النظام الحُمر بشأن عدم الطاعة العمياء، وإن استطاع النظام السعودي تمرير الإعدامات بهدوء، إلّا أنه أشعل تحت الرماد جمرات تتقد على نحو يشجع الشعب السعودي على أن ينعتق يوماً ما من هذا الكابوس.
أضيف بتاريخ :2022/06/08