#تقرير_خاص : قطار مشروع الناتو العربي يتوقف بمنتصف الطريق بعد زيارة بايدن للسعودية
محمد الفرج...
حفت بأجواء الزيارة الأولى للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة حماسة شديدة من قبل الرئيس الأمريكي تجاه الكيان الإسرائيلي، وحفلت بتعهدات بدعم تل أبيب عسكريا، وبإقامة «الهيكل الإقليمي» الذي يضم "إسرائيل" ودولا عربية، وخدمت الطرفين، سياسيا وعسكريا، أما الزيارة الثانية إلى السعودية، فسجلت «مصافحة» متفقا عليها بين بايدن وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لكنها أنتجت حصيلة متواضعة في الأهداف المتوخاة منها أمريكيا.
مقابل أجواء الصداقة الحارة التي دارت بين بايدن ومسؤولين إسرائيليين وأحاديثه عن «عودته إلى وطنه» و«أن تكون صهيونياً من دون أن تكون يهودياً» أكدت مصادر إعلامية عديدة حدوث حساسية في اللقاء بين بايدن وبن سلمان، بعد أن أثار الأول قضايا حقوق الإنسان في المملكة، ورد عليه ولي العهد السعودي بالحديث عن «أخطاء أمريكا».
هناك عوامل عديدة أدت إلى هذه النتائج المتواضعة أمريكيا، أهمها، بالتأكيد، هو التوتر الذي ساد العلاقات الأمريكية ـ السعودية منذ تقلد الرئيس الأمريكي لمنصبه، وهو توتر لا يمكن حصره فقط بقضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي، بل يتعلق أيضا بمجمل سياسات الحزب الديمقراطي المناهضة لسياسات الجمهوريين، والرئيس السابق دونالد ترامب.
لم تخفف زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة العربية، على ما ظهر، الاحتقان الكبير بين الطرفين، وخصوصاً بعد «الغزل» الكبير الذي قدمه لـ"إسرائيل"، وتجاهله لقضية فلسطين، وكذلك تنكره لدماء الشهيدة شيرين أبو عاقلة، وهي مواطنة أمريكية فلسطينية اغتالها الجيش الإسرائيلي جهاراً نهاراً، بشكل أظهر نفاق الإدارة الأمريكية، حين تكون "إسرائيل" مسؤولة عن اغتيال أحد مواطنيها.
عامل آخر يجب احتسابه في المعادلة، وهو أن أي قرار هو محصلة ليس لإرادات المجتمعين فحسب، بل كذلك لردود أفعال أطراف أخرى، ومن ذلك، ربما تحسب السعودية، ردود الفعل التي يمكن لإيران أن تقوم بها.
كما لا يمكن تجاهل علاقات الدول العربية المعنية بكل من روسيا والصين، وهي علاقات لا يمكن مناهضتها من دون احتساب لكامل النتائج.
الخلاصة المستفادة من هذه الوقائع هي أن قطار مشروع الناتو العربي قد توقف في منتصف السكة، وأن ما كانت "إسرائيل" تأمله من تزعمها للعالم العربي عسكريا، أمر غير قابل للتحقق… في الوقت الراهن، على الأقل.
أضيف بتاريخ :2022/07/19