التقارير

#تقرير_خاص : كيف تحولت #السعودية لعاصمة للمخدرات؟

 

رائد الماجد...

"السعودية باتت عاصمة المخدرات في الشرق الأوسط".. تحت هذا العنوان نشرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية تقريرا عن تصاعد عمليات إغراق المملكة بحبوب الأمفيتامين، أو ما تعرف بـ"الكبتاجون"، مسلطة الضوء على التزايد الكبير داخل المجتمع السعودي لاستهلاك هذه الحبوب.

ولفت التقرير، إلى جريمة قتل مروعة هزت السعودية في أبريل/نيسان الماضي، والذي كان يوافق شهر رمضان، حيث أقدم شاب على إشعال النار في منزل عائلته قبيل الإفطار، ما أسفر عن مصرع 4 أفراد من عائلته، وذكرت الصحف المحلية، حينها، أن الجاني كان تحت تأثير مادة "الميثامفيتامين"، أو ما تعرف بـ"الشبو".

ومنذ أيام قليلة، أعلنت السلطات السعودية أكبر ضبطية لمخدرات غير مشروعة في تاريخ البلاد بعد إخفاء قرابة 47 مليون حبة أمفيتامين في شحنة دقيق مصادرة في مستودع بالعاصمة الرياض.

يوضح هذا الرقم القياسي من الحبوب المضبوطة ما يقول الخبراء إنه دور السعودية المتنامي كعاصمة للمخدرات في الشرق الأوسط، حيث تشهد المملكة زيادة للطلب، وأصبحت الوجهة الرئيسية للمهربين من سوريا ولبنان، وباتت واحدة من أكبر الوجهات الإقليمية وأكثرها ربحًا بتجارة المخدرات، وهذا الوضع يزداد حدة.

وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، صادر قارب خفر السواحل الأمريكي 320 كيلوجرامًا من أقراص الأمفيتامين وما يقرب من 3000 كيلوجرام من الحشيش بقيمة ملايين الدولارات من قارب صيد في خليج عمان.

وسبق وقالت "فاندا فيلباب براون" من معهد بروكينجز في واشنطن العاصمة: "لقد انتشر العقار في المملكة منذ حوالي 15 عامًا، ولكنه انتشر بشكل مكثف في السنوات الخمس الماضية، وربما أصبح على قدم المساواة مع القنب".

ويمكن بيع الكبتاجون مقابل ما بين 10 دولارات و25 دولارًا للحبة، مما يعني أن آخر كمية مضبوطة في المملكة، إذا كانت من نفس العقار، تصل قيمتها إلى 1.1 مليار دولار، بحسب "مجلة مراجعة الإدمان الدولية".

وتقول "كارولين روز"، كبيرة المحللين في معهد نيو لاينز في واشنطن العاصمة: "يتم البحث عن خصائص الكبتاجون من نوع الأمفيتامين كآلية للتكيف يمكن أن تساعد المستخدمين في مواجهة انعدام الأمن الغذائي حيث يتم استخدامها لدرء الجوع وتحقيق نوع من الإثارة والابتهاج، والذي قال المستخدمون إنه يساعد في مواجهة الإجهاد الناتج عن الصدمات".

لذلك، هناك نوع من الزبائن المفضل لهذا النوع من الحبوب، وهم العمال الأجانب في دول الخليج الثرية مثل المملكة العربية السعودية، حيث ينظر إلى تلك الحبوب كأداة للمساعدة على أداء العمل.

وبشكل عام، في المملكة والتي تعد أحد الأسواق الاستهلاكية الأكثر ثراءً، يتمتع العقار بجاذبية مختلفة، حيث يتداول كنشاط ترفيهي بين السكان الشباب الذين يعانون من الملل وسط انتشار البطالة ونقص فرص ممارسة الأنشطة الترفيهية، على الرغم من الإصلاحات الترفيهية الأخيرة بالمملكة، كما أن بعض المستهلكين يبررون الكبتاجون على أنه مادة أقل من المحرمات، مقارنة بالعقاقير "الأكثر صلابة" مثل المواد الأفيونية والكوكايين".

في حين أن هذا المحظور المتعلق باستهلاك المخدرات في المملكة لن يذهب إلى أي مكان، فإن ميل الحكومة إلى التقليل من هذه القضية وعدم الاعتراف بتحول المملكة إلى سوق مقصد سيكون من الصعب تجاهله.

أضيف بتاريخ :2022/09/04

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد