#تقرير_خاص : التلميح للتطبيع الإسرائيلي مع السعودية يعود للواجهة.. ما الجديد في أروقة المملكة؟
محمد الفرج...
"القرار السعودي مدروس.. فقد بدأت المملكة عملية تطبيع تدريجية معنا، وآمل أن يتم الانتهاء من التطبيع الكامل في غضون أسابيع قليلة"، بهذه الكلمات تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق "بنيامين نتنياهو"، لافتا إلى أن "اتفاقيات أبراهام" للتطبيع مع دول خليجية لم تكن لتتم دون موافقة السعودية.
جاء ذلك في حديث "نتنياهو"، مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، والذي قال فيه إن التطبيع مع السعودية، سيكون هدفه الرئيسي الدبلوماسي، إذا تم إعادة انتخابه رئيسا للوزراء.
ولا توجد علاقات دبلوماسية أو تجارية "رسمية" بين السعودية و"إسرائيل"، لكن يعود تعاون السعوديين مع الإسرائيليين إلى عقود مضت، وبقيت في السر لسنوات طويلة، بينما بدأت تتطور علناً في عهد الملك "سلمان بن عبدالعزيز".
ومؤخرا تزايدت التقارير والمؤشرات حول استعداد السعودية للدخول إلى حظيرة التطبيع مع كيان الاحتلال، بعد الزيارة التي أجراها الرئيس الأمريكي "جو بايدن" إلى المملكة منتصف العام الجاري، والتقى خلالها ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان"، الذي أشارت تقارير أخرى سابقة إلى أنه لا يمانع من التطبيع مع الاحتلال، لكن وجود والده الملك "سلمان بن عبد العزيز" هو العقبة الأبرز في هذا الطريق.
ولعل أبرز المؤشرات على التقارب السعودي الإسرائيلي، هو ظهور "نتنياهو" على قناة سعودية تديرها الدولة، وذهاب أمريكي إسرائيلي يقول إنه "الحاخام الأكبر في السعودية" إلى المملكة بتأشيرة سياحية، وقيام عائلة سعودية بارزة بالاستثمار في شركتين إسرائيليتين.
وبخلاف ذلك، وافقت المملكة على تخفيف قيود الطيران على مجالها الجوي لشركات الطيران التجارية، التي تسافر من تل أبيب وإليها، في خطوة اعتبرها رئيس الوزراء الإسرائيلي "يائير لابيد" الخطوة الرسمية الأولى نحو التطبيع مع الرياض.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي "بيني جانتس"، في 2020، إنه زار سراً جميع الدول العربية، بما في ذلك الجزائر، التي قالت باستمرار إنها لن تتعامل مع الإسرائيليين.
ولسنوات عديدة، قاد الأمين العام السابق لمجلس الأمن القومي السعودي الأمير "بندر بن سلطان" جهوداً لإقامة علاقات سرية مع "إسرائيل"، بالتنسيق مع رئيس الموساد الإسرائيلي في ذلك الوقت "شبتاي شافيت".
في المقابل، صدرت عن المملكة إشارات واضحة عن انفتاحها على التقارب مع "إسرائيل"، ففي مارس/آذار الماضي، قال "بن سلمان"، خلال مقابلة مع مجلة "أتلانتيك" الأمريكية، إن المملكة لا تنظر إلى إسرائيل كـ"عدو"، وأنما كـ"حليف محتمل" في العديد من المصالح المشتركة.
وظهر ذلك في عدم إبداء السعودية أية معارضة، حين قررت حليفتها الإمارات تطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، كأول دولة خليجية وثالث دولة عربية تقوم بهذه الخطوة في سبتمبر/أيلول 2020، قبل أن يطبع المغرب والبحرين علاقاتهما أيضا، ويسير السودان على النهج نفسه.
ورصد أحدث تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية عن حقوق الإنسان في السعودية، أن الخطاب الديني المعادي لإسرائيل أصبح "مهجوراً ونادراً ما يحدث".
كما كشف "جاريد كوشنر" صهر الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" وكبير مساعديه، قبل أسابيع، أن السعودية سمحت لمشروعه الاستثماري الجديد وهو شركة "Affinity Partners" باستثمار أموالها في شركات إسرائيلية.
وتمثل تلك الخطوة أول حالة معلنة يتم فيها توجيه أموال صندوق الاستثمارات العامة السعودي إلى "إسرائيل"، رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بينهما، ما قد يساهم في إرساء أسس لاتفاق تطبيع بين الجانبين.
ومع استعراض كل هذه التطورات، قال موقع "أكسيوس"، إن إدارة "بايدن" تعمل على وضع "خريطة طريق" لتطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب، والأخيرة تريد (التطبيع) لأنه لن يفتح لها باب السعودية فقط لكن كافة الدول (العربية والإسلامية) التي تحتفظ بنقاشات خفية بالفعل مع "إسرائيل" ولا تجرؤ على اتخاذ هذه الخطوة".
عموما، فإن المصالح الأمنية والاقتصادية للبلدين أصبحت على المحك، وقد أقر "بن سلمان" علنًا بحق إسرائيل في الوجود، وهاجم القيادة الفلسطينية متهما إياها بالفساد وسوء الإدارة وتفويت فرص صنع السلام ونكران الجميل للمساعدات المالية السخية التي تقدمها الرياض.
أضيف بتاريخ :2022/11/01