#تقرير_خاص : دفع ثمن خفض إنتاج النفط.. عقاب أمريكي بطيء للسعودية
محمد الفرج...
"لسنا بحاجة لأن نكون في عجلة من أمرنا".. هكذا عبر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي "جون كيربي" مؤخرا عن استراتيجية الولايات المتحدة المعتمدة لـ "عقاب" السعودية على دعمها خفض إنتاج تكتل (أوبك+) للنفط بمقدار مليوني برميل يوميا، ما اعتبره المحلل الأمريكي "جيمس دورسي" فوزا بطيئا بالنقاط.
وذكر "دورسي"، في تحليل نشره موقع "مودرن دبلوماسي"، أن الاستراتيجية الأمريكية نجحت مؤخرا في دفع السعودية نحو استرضاء إدارة الرئيس "جو بايدن"، خاصة بعدما فشلت ضغوط المملكة، المتعلقة بإنتاج النفط، في دعم منافسه، الرئيس السابق "دونالد ترامب" وحزبه الجمهوري، في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس.
وأوضح أن "السياسة السعودية جاءت بنتائج عكسية"، إذ كان أداء حزب "بايدن" الديمقراطي أفضل بكثير في الانتخابات، بعدما احتفظ بالسيطرة على مجلس الشيوخ وخسر أكثرية مجلس النواب أمام الجمهوريين بهامش أقل بكثير مما كان متوقعًا.
واعتبر "دورسي" أن السعودية أدارت سياستها وفق استراتيجية العصا والجزرة، بدعمها قرار خفض إنتاج النفط، وإرسالها "إيماءات" تصالحية في الأسابيع الستة التي أعقبت القرار، عبر التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار يعتبر ضم روسيا لأجزاء من شرق أوكرانيا غير قانوني، وزيادة المساعدات الإنسانية لأوكرانيا بشكل كبير.
لكن هكذا سياسة فشلت في إقناع "بايدن" بتفريغ بعض الوقت على هامش قمة مجموعة العشرين للقاء ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، وفق سياسة مقابلة لإدارته، تقوم على معاقبة الرياض بإرغامها على تنازلات متدرجة، في إطار استراتيجية عصا وجزرة مقابلة.
فإدارة "بايدن"، الذي رفض تخصيص وقت للقاء "بن سلمان"، تحركت بحسم عبر تحليق قاذفتين من طراز B-52 فوق الشرق الأوسط، في رسالة استعراضية موجهة لردع إيران، بعد تداول أنباء عن خطط مزعومة لهجوم وشيك على السعودية، وفي أعقاب تقارير تفيد بأن الرياض قطعت محادثاتها، التي يرعاها العراق، مع طهران.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان التحرك الأمريكي قد ردع إيران، لكن المؤكد أنه قد يدفع السعودية لمزيد من استرضاء الولايات المتحدة، خصوصاً مع بدء الحدث العالمي الكبير في قطر.. نهائيات كأس العالم لكرة القدم.
فإدارة "بايدن" ترى أنها تفوز بالمباراة مع السعودية بالنقاط، وهو ما عبر عنه مسؤول أمريكي كبير بقوله: "استياؤنا تم التعبير عنه بوضوح، وكان له تأثير. لقد رأينا السعوديين يتفاعلون بطرق بناءة".
وهنا يوضح "دورسي" أن الدولة العبرية نصحت نحو 20 ألف إسرائيلي، يُتوقع حضورهم مباريات كأس العالم، بتوخي الحذر على خلفية المشاركة الإيرانية في البطولة. ولما كان التهديد المحتمل إزاء المشجعين الإسرائيليين ممكنا إزاء السعوديين أيضا، فإن الرياض عليها تقديم المزيد من التنازلات للوقاية من هكذا تهديدات.
ونتيجة لذلك، فإن الإدارة الأمريكية اعتمدت خطى بطيئة لجعل السعودية تدفع ثمن خفض إنتاج النفط، ومنها إبلاغ القضاء بمنح "بن سلمان" حصانة سيادية في قضية مقتل الصحفي "جمال خاشقجي" عام 2018.
أضيف بتاريخ :2022/11/22