محمد الفرج...

لم يمنع التقارب الكبير الذي ظهر بين زعيمي السعودية وقطر خلال حفل افتتاح كأس العالم 2022، "نزاع غريب" من الظهور بين الدوحة والرياض فيما يتعلق ببث مباريات المونديال.

حيث فرضت وبشكل مفاجئ وزارة الإعلام السعودية حظراً على منصة Tod TV التابعة لشبكة beIN sports القطرية، والتي كانت تمتلك حقوق بث مباريات البطولة، حيث فوجئت الجماهير السعودية بحظر المنصة قبل دقائق فقط من انطلاق المباراة الافتتاحية، رغم تسديدهم الاشتراكات، ما سبب حالة من التساؤلات الغاضبة.

رغم "الرابطة الأخوية" بين قطر المضيفة وجارتها السعودية، والتي ظهرت بوضوح في مدرجات كأس العالم، حيث وصل المشجعون إلى الملاعب وهم يرتدون ألوان العلمين، وقد أظهر حكام البلدين عرضا لدعم بعضهما البعض علنا، إلا أن النزاع الخفي بدأ يظهر.

نتيجة لحظر Tod TV، لم يشاهد السعوديون "عندما جلس ولي العهد الحاكم الفعلي في السعودية، محمد بن سلمان، الذي كان يرتدي وشاحا قطريا، على مقعد بجوار رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو".

لم يكن من الممكن تصور رؤية الأمير محمد وهو يُمنح مثل هذا الدور البارز في كأس العالم قبل عامين فقط، عندما قاد مقاطعة إقليمية ضد قطر، وعندما قامت قناة سعودية بقرصنة مليارات الدولارات من قيمة المحتوى الرياضي على beIN".

وبعد ذلك تحسنت العلاقات لدرجة أن السعودية تدرس شراء حصة في beIN، وقد وقعت بالفعل اتفاقية تسويق بقيمة 130 مليون دولار مع الشركة القطرية.

صُدم مسؤولو beIN عندما وجدوا منصة البث الخاصة بهم معلقة من قبل المنظمين الإعلاميين في السعودية. ضغطت beIN على الفيفا ووزير الرياضة السعودي وحتى الولايات المتحدة والحكومة البريطانية لإيجاد طريقة لرفع الحظر عن خدماتها، لكنها لم تعرف حتى الآن سبب اتخاذ هذا الإجراء في بلد يتابع الملايين من سكانه مباريات كرة القدم".

التعليق الرسمي الوحيد حتى الآن، هو رسالة من وزارة الإعلام السعودية، تخبر المشتركين الذين يحاولون تسجيل الدخول إلى حساباتهم أن الشبكة قد تم تعليقها "بسبب انتهاك غير محدد للوائح"، لكن يبدو أن ما تخفيه كواليس العلاقة بين البلدين أكبر من ذلك.